وقال النحاس- رحمه الله- سألت كلّ من لقيت ممن أثق بعلمه عن «الحديبية» فلم يختلفوا عن قراءتها مخففة. قال أحمد بن يحيى- رحمه الله- لا يجوز فيها غيره، ونص في البارع على التخفيف. وحكى التشديد ابن سيده- رحمه الله- في المحكم، قال في تهذيب المطالع: ولم أره لغيره، وأشار بعضهم الى أنّ التثقيل لم يسمع حتى يصح، ووجهه ان التثقيل إنما يكون في المنسوب، نحو الإسكندرية فإنها منسوبة الى الإسكندر وأما الحديبية» فلا تعقل فيها النسبة، وياء النسبة في غير منسوب قليلة، ومع قلته موقوف على السماع. والقياس ان يكون أصلها حدباء بزيادة «ألف للإلحاق ببنات الأربعة، فلما صغرت انقلبت الألف ياء، وقيل: حديبة وشهد لصحة هذا أقوالهم لييلة بالتصغير ولم يرد لها مكبر فقدره الأئمة ليلة لأن المصغر فرع المكبر، ويمتنع وجود فرع بدون أصله. قال المحب الطبري- رحمه الله-: هي قريبة من مكة أكثرها في الحرم. وفي صحيح البخاري عن البراء «الحديبية» بئر. قال الحافظ- رحمه الله- يشير إلى ان المكان المعروف بالحديبية سمى ببئر كانت هنالك، هذا اسمها، ثم عرف المكان كله بذلك، وبينها وبين مكة نحو مرحلة واحدة، وبين المدينة تسع مراحل وانظر حول المسافة التي بين الحديبية وكل من مكة والمدينة في شرح المواهب (٢: ١٧٩) . [ (٣) ] الزيادة من (ح) . [ (٤) ] قالوا كانت سنة ستّ، قاله الجمهور، في ذي القعدة، وقال هشام بن عروة عن أبيه- رحمهما الله- في شوال، وشذّ بذلك هشام عن الجمهور. وقد وافق أبو الأسود عن عروة الجمهور. وفي البخاري عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: ما اعتمر رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- إلّا في ذي القعدة، وفيه عن أنس- رضي الله عنه- اعتمر رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- أربع عمر كلهن في ذي القعدة، فذكر منها عمرة «الحديبية» .