للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: لَمَّا دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ وَجَدْنَا رَجُلًا مِنَّا يُقَالُ لَهُ الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ مُخْتَبِئًا تَحْتَ بَطْنِ بَعِيرِهِ.

أَخْرَجَ مُسْلِمٌ الْحَدِيثَ الْأَوَّلَ [ (٥) ] فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة وَغَيْرِهِ عَنْ سُفْيَانَ.

وَأَخْرَجَ الْحَدِيثَ الثَّانِيَ [ (٦) ] مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ.

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وأربع مائة، فَبَايَعْنَاهُ، وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ آخِذٌ بِيَدِهِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَهِيَ سَمُرَةٌ [ (٧) ] ، وَقَالَ: بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نَفِرَّ وَلَمْ نُبَايِعْهُ عَلَى الْمَوْتِ.

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ [ (٨) ] .

وحَدَّثَنَا الْإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ: سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ إِمْلَاءً، قَالَ:


[ (٥) ] الحديث الأول «لم نبايع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمَوْتِ ... » أخرجه مسلم في: ٣٣- كتاب الإمارة (١٨) باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال. الحديث (٦٨) ، ص (١٤٨٣) .
[ (٦) ] في الموضع السابق الحديث (٦٩) ، ص (١٤٨٣) من صحيح مسلم.
[ (٧) ] (سمرة) واحدة السمر، كرجل، شجر الطلح.
[ (٨) ] (بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نَفِرَّ وَلَمْ نُبَايِعْهُ عَلَى الموت) وفي رواية سلمة: أنهم بايعوه يومئذ على الموت وهو معنى رِوَايَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زيد بن عاصم. وفي رواية مجاشع بن مسعود: البيعة على الهجرة، والبيعة على الإسلام والجهاد. وفي حديث ابن عمر وعبادة: بايعنا على السمع والطاعة وأن لا ننازع الأمر أهله. وفي رواية ابن عمر، في غير صحيح مسلم: البيعة على الصبر قال العلماء:
هذه الرواية تجمع المعاني كلها وتبين مقصود كل الروايات. فالبيعة عَلَى أَنْ لَا نَفِرَّ معناه الصبر حتى نظفر بعدونا أو نقتل. وهو معنى البيعة على الموت. أي نصبر وإن آل بنا ذلك إلى الموت.
لا أن الموت مقصود في نفسه. وكذا البيعة على الجهاد، أي والصبر فيه، وَاللهُ أَعْلَمُ.