للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ [ (٥٤) ] ... تُلَطِّمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاءُ [ (٥٥) ]

فَإِنِ اعْرَضْتُمُوا عَنَّا اعْتَمَرْنَا [ (٥٦) ] ... وَكَانَ الْفَتْحُ وَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ

وَإِلَّا فَاصْبِرُوا لِضِرَابِ ... يَوْمٍ يُعِزُّ فِيهِ مَنْ يَشَاءُ

وَقَالَ اللهُ قَدْ أَرْسَلْتَ عَبْدًا ... يَقُولُ الْحَقَّ لَيْسَ بِهِ خَفَاءُ

وَقَالَ اللهُ: قَدْ يَسَّرْتُ جُنْدًا [ (٥٧) ] ... هُمُ الْأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ [ (٥٨) ]

تُلَاقِي مِنْ مَعَدٍّ كُلَّ يَوْمٍ ... سِبَابٌ أَوْ قتال أو هجاء


[ (٥٤) ] (تظل جنودنا متمطرات) أي تظل خيولنا مسرعات يسبق بعضها بعضا.
[ (٥٥) ] (تلطمهن بالخمر النساء) الخمر جمع خمار وهو ما تغطي به المرأة رأسها. أي يزلن عنهن الغبار. وهذا لعزتها وكرامتها عندهم. وقال البرقوقيّ: يقول تبعثهم الخيل فتنبعث النساء يضربن الخيل بخمرهن لتردها. وكأن سيدنا حسان رضي الله عنه أوحي إليه بهذا وتكلم به عن ظهر الغيب. فقد رووا أن نساء مكة يوم فتحها ظللن يضربن وجوه الخيل ليرددنها.
[ (٥٦) ] (فَإِنِ اعْرَضْتُمُوا عَنَّا اعْتَمَرْنَا ... إلخ) قال البرقوقيّ: اعتمرنا أي أدينا العمرة. وهي في الشرع زيارة البيت الحرام بالشروط المخصوصة المعروفة، والفرق بينها وبين الحج أن العمرة تكون للإنسان في السنة كلها. والحج في وقت واحد في السنة، ولا يكون إلا مع الوقوف بعرفة، يوم عرفة. وهي مأخوذة من الاعتمار، وهو الزيارة. يقول، إن لم تتعرضوا لنا حين تغزوكم خيلنا وأخليتم لنا الطريق، قصدنا إلى البيت الحرام وزرناه، وتم الفتح وانكشف الغطاء عما وعد الله به نبيه، صلوات الله وتسليماته عليه، من فتح مكة.
وقال الأبيّ: ظاهر هذا، كما قال ابن هشام، أنه كان قبل الفتح في عمرة الحديبية، حين صدّ عن البيت.
[ (٥٧) ] (يسرت جندا) أي هيأتهم وأرصدتهم.
[ (٥٨) ] (عرضتها اللقاء) أي مقصودها ومطلوبها. قال البرقوقيّ: العرضة من قولهم بعير عرضة للسفر، أي قويّ عليه، وفلان عرضة للشر أو قويّ عليه. يريد أن الأنصار أقوياء على القتال، همتها وديدنها لقاء القروم الصناديد.