للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بَغْلَتَهُ [ (٤) ] قِبَلَ الْكُفَّارِ. قَالَ عَبَّاسٌ: وَأَنَا آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] [ (٥) ] أَكُفُّهَا ارادة ان لا تُسْرِعَ، وَأَبُو سُفْيَانَ آخِذٌ بِرِكَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] [ (٦) ] : أَيْ عَبَّاسُ! نَادِ أَصْحَابَ السَّمُرَةِ [ (٧) ] فَقَالَ عَبَّاسٌ: وَكَانَ رَجُلًا صَيِّتًا [ (٨) ] فقلت بأعلا صوتي أي أصحاب السّمرة! قال: فو الله لَكَأَنَّمَا عَطْفَتُهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهَا [ (٩) ] ، فَقَالُوا: يَا لَبَّيْكَاهُ! يَا لَبَّيْكَاهُ! فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالْكُفَّارُ [ (١٠) ] وَالدَّعْوَةُ فِي الْأَنْصَارِ [ (١١) ] يَقُولُونَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ! يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ! ثُمَّ قُصِرَتِ الدَّعْوَةُ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَقَالُوا يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ:! فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ


[ (٤) ] (يركض بغلته) أي يضربها برجله الشريفة على كبدها لتسرع.
[ (٥) ] ما بين الحاصرتين سقط من الأصول، وأثبتناه من صحيح مسلم (٣: ١٣٩٨) .
[ (٦) ] ليست في الأصول، وأثبتها من صحيح مسلم.
[ (٧) ] (أصحاب السمرة) هي الشجرة التي بايعوا تحتها بيعة الرضوان. ومعناه: ناد أهل بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ.
[ (٨) ] (صيّتا) أي قويّ الصوت. ذكر الحازميّ في المؤتلف أن العباس رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ كان يقف على سلع فينادي غلمانه في آخر الليل، وهم في الغابة، فيسمعهم. قال: وبين سلع والغابة ثمانية أميال.
[ (٩) ] (لكأن عَطْفَتُهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهَا) : أي عودهم لمكانتهم وإقبالهم إِلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم عَطْفَةُ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهَا. أي كان فيها انجذاب مثل ما في الأمّات حين حنّت على الأولاد.
قال النوويّ: قال العلماء: في هذا الحديث دليل على أن فرارهم لم يكن بعيدا. وأنه لم يحصل الفرار من جميعهم، وإنما فتحه عليهم من في قلبه مرض من مسلمة أهل مكة المؤلفة ومشركيها الذين لم يكونوا أسلموا. وإنما كانت هزيمتهم فجأة لانصبابهم عليهم دفعة واحدة، ورشقهم بالسهام. ولاختلاط أهل مكة معهم ممن لم يستقر الإيمان في قلبه وممن يتربص بالمسلمين الدوائر. وفيهم نساء وصبيان خرجوا للغنيمة، فتقدم أخفاؤهم. فلما رشقوهم بالنبل ولوا فانقلبت أولاهم على أخراهم. إلى أن أنزل الله سكينته على المؤمنين، كما ذكر الله تعالى في القرآن.
[ (١٠) ] (والكفار) هكذا هو في النسخ. وهو بنصب الكفار. أي مع الكفار.
[ (١١) ] (والدعوة في الأنصار) هي بفتح الدال. يعني الاستغاثة والمناداة إليهم.