[ (٤) ] وهذا المعنى رواه الترمذي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم بمكة ثم أمر بالهجرة فَنَزَلَتْ: (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) قال: هذا حديث صحيح، وقال الضحاك: هو خروجه من مكة ودخوله مكة يوم الفتح آمنا. أبو سهل: حين رجع من تبوك وقد قال المنافقون: (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ) يعني إدخال عز وإخراج نصر إلى مكة. وقيل: المعنى أدخلني في الأمر الذي أكرمتني به من النبوة مدخل صدق وأخرجني منه مخرج صدق إذا أمتّني، قال معناه مجاهد. والمدخل والمخرج (بضم الميم) بمعنى الإدخال والإخراج، كقوله: (أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً) أي إنزالا لا أرى فيه ما أكره. وهي قراءة العامة. وقرأ الحسن وأبو العالية ونصر بن عاصم «مدخل» و «مخرج» بفتح الميمين، بمعنى الدخول والخروج، فالأوّل رباعي وهذا ثلاثي وقال ابن عباس: ادخلني القبر مدخل صدق عند الموت وأخرجني مخرج صدق عند البعث، وقيل: أدخلني حيثما أدخلتني بالصدق وأخرجني بالصدق، أي لا تجعلني ممن يدخل بوجه ويخرج بوجه، فإن ذا الوجهين لا يكون وجيها عندك. وقيل: الآية عامة في كل ما يتناول من الأمور، ويحاول من الأسفار والأعمال، وينتظر من تصرف المقادير في الموت والحياة. فهي دعاء، ومعناه: رب أصلح لي وردي وصدري في كل الأمور. وقوله: (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) قال الشعبيّ وعكرمة: أي حجة ثابتة. وذهب الحسن إلى أنه العز والنصر وإظهار دينه على الدين كله. قال: فوعده الله لينزعنّ عن ملك فارس والروم وغيرها فيجعله له.