للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَمَا سَمِعْنَا بِوَافِدِ قَوْمٍ أَفْضَلَ مِنْ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ.

قُلْتُ وَقَدْ رَوَى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قِصَّةَ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ تَزِيدُ وَتُنْقَصُ ومن ذلك الوجه أَخْرَجَهَا الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ [ (٥) ] .


[ () ] وفي رواية ثابت قال: «وزعم رسولك أن علينا حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا» . قال:
«نعم» . وفي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: «ثُمَّ جَعَلَ يَذْكُرُ فَرَائِضَ الإسلام. [فريضة فريضة] فريضة الزكاة والصيام والحج وشرائع الإسلام كلها ينشده عن كل فريضة منها كما ينشده عن التي قبلها حتى إذا فرغ قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وسأؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما تنهيني عنه ثم لا أزيد ولا أنقص» .
وفي رواية شريك: «آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر» . وفي حديث أبي هريرة: «وأما هذه الهناة فو الله إن كنا لنتنزه عنها في الجاهلية» .
وفي رواية ثابت: «ثم ولّى فقال: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن شيئا» . فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إن صدق ليدخلن الجنة» . وفي حديث ابن عباس: «إن صدق ذو العقيصتين دخل الجنة» . وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «فلما أن ولّى قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «فقه الرّجل» .
قال: «فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: «ما رأيت أحدا أحسن مسألة ولا أوجز من ضمام بن ثعلبة» . فأتى بعيره فأطلق عقاله ثم خرج حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه، فكان أول ما تكلّم به: بئست اللات والعزى. فقالوا: مه يا ضمام! اتق البرص، اتقّ الجذام، اتقّ الجنون. فقال: «ويلكم» ! إنهما والله لا يضران ولا ينفعان، إن الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا فأستنقذكم به مما كنتم فيه وإني أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به وما نهاكم عنه» . قال: «فو الله ما أمسى من ذلك اليوم في حاضره رجل أو امرأة إلّا مسلما» زاد ابن سعد: «وبنوا المساجد وأذنوا بالصلوات» قال ابن عباس: فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة.
[ (٥) ] صحيح البخاري في كتاب الإيمان باب الزكاة في الإسلام (١: ٣٢) ط. الأميرية، ومسلم بشرح النووي (١: ١٦٦) باب بيان الصلوات.