للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العباس: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَالِدِي: إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ:

حُدِّثْتُ أَنَّهُ كَانَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ امْرَأَةٌ مَعَ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مناف، فَمَرَّ بِامْرَأَتِهِ تِلْكَ وَقَدْ أَصَابَهُ أَثَرٌ مِنْ طِينٍ عمل به، فدعا [ها] [ (١٦٨) ] إِلَى نَفْسِهِ، فَأَبْطَأَتْ عَلَيْهِ لِمَا رَأَتْ مِنْ أَثَرِ الطِّينِ، فَدَخَلَ، فَغَسَلَ عَنْهُ أَثَرَ الطِّينِ، ثُمَّ دَخَلَ عَامِدًا إِلَى آمِنَةَ، ثُمَّ دَعَتْهُ صَاحِبَتُهُ الَّتِي كَانَ أَرَادَ إِلَى نَفْسِهَا، فَأَبَى لِلَّذِي صَنَعَتْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَدَخَلَ عَلَى آمِنَةَ، فَأَصَابَهَا، ثُمَّ خَرَجَ، فَدَعَاهَا إِلَى نَفْسِهِ، فَقَالَتْ: لَا حَاجَةَ لِي بِكَ، مَرَرْتَ بِي وَبَيْنَ عَيْنَيْكَ غُرَّةٌ، فرجوت أن أصيبها


[ () ] وهذا الحديث في الترمذي ومسند أحمد، وأن الله طهّره من عهد الجاهلية، وأرجاسها، ووالده عبد الله قد كان صورة طبق الأصل من عبد المطلب، ولو أمهله الزمن لتولى مناصب الشرف التي كانت بيد عبد المطلب، وكان شعاره الذي التزمه طيلة حياته: «أما الحرام فالممات دونه» لا بل قد شبه بالناسك.
رجل هذا شأنه هل نطمئن الى هذه الروايات المزعومة وأنه بعد أن دخل بزوجته آمنة عاد فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت فقال لها: «مالك لَا تَعْرِضِينَ عَلَيَّ الْيَوْمَ ما كنت عرضت عليّ بالأمس» ! ٣- تخبطت الروايات في اسم المرأة فهي مرة امرأة من خثعم، ومرة أم قتال أُخْتُ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلِ، ومرة هي ليلى العدوية، ومرة «كاهنة من أهل تبالة متهورة» ومرة أنه كان متزوجا بامرأة أخرى غير آمنة ... إلخ هذا التخبط الدال على الكذب، ولماذا اختار الرواة أُخْتُ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلِ، أو امرأة كانت قد قرأت الكتب؟! ٤- إننا إذا نظرنا الى الشعر الوارد في هذا الخبر على لسان المرأة، لوجدناه شعرا ركيكا، مزيفا، مصنوعا، ملفقا، مضطرب القافية، محشورة الكلمات فيه بشكل مصطنع واضح الدلالة على تلفيقه وبهذا كله يسقط هذا الخبر الواهي، ويدل على هذا قول ابن إسحاق، والطبري، وغيرهما ممن نقلوا الخبر- فيما يزعمون- وهو زعم باطل.
[ (١٦٨) ] سقطت من (ح) .