للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَنَحَرَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بَدَنَةً بِيَدِهِ، وَأَعْطَى عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ [ (٣٤) ] فَنَحَرَ مَا غَبَرَ [ (٣٥) ] ، وَأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ ثُمَّ أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ فَطَبَخَهُ فَأَكَلَا مِنْ لَحْمِهَا وشرب مِنْ مَرَقِهَا، ثُمَّ أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِلَى الْبَيْتِ، فَصَلَّى بِمَكَّةَ الظُّهْرَ، فَأَتَى عَلَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَسْقُونَ مِنْ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَقَالَ: «انْزِعُوا [ (٣٦) ] بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ!، فَلَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ [ (٣٧) ] عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ» فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ. لَفْظُ حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ [ (٣٨) ] إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ قَوْلَهُ: يُحْيِي وَيُمِيتُ.

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ- رَحِمَهُ اللهُ-، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَهِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ لَمَّا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ أَشْعَرَ [ (٣٩) ] بُدْنَهُ مِنْ جَانِبِ سَنَامِهَا الْأَيْمَنِ [ (٤٠) ] ، قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ سَلَتَ عَنْهَا الدَّمَ [ (٤١) ] وَقَالَ هِشَامٌ: ثُمَّ أماط عنها


[ (٣٤) ] في (ج) أكرم الله وجهه.
[ (٣٥) ] (ما غبر) ، أي ما بقي.
[ (٣٦) ] (انزعوا) معناه استقوا بالدلاء، وانزعوها بالرشاء.
[ (٣٧) ] (لولا أن يغلبكم الناس) : أي لولا خوفي أن يعتقد الناس ذلك من مناسك الحج، ويزدحمون عليه بحيث يغلبونكم ويدفعونكم عن الاستقاء. لاستقيت معكم، لكثرة فضيلة هذا الاستقاء.
[ (٣٨) ] أخرجه مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ فِي: ١٥- كتاب الحج (١٩) باب حَجَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم، الحديث ١٤٧، صححه (٨٨٦- ٨٩٢) .
[ (٣٩) ] (فأشعرها) الإشعار هو أن يجرحها في صفحة سنامها اليمنى بحربة او سكين او حديدة او نحوها ثم يسلت الدم عنها. وأصل الإشعار والشعور الإعلام والعلامة. وإشعار الهدى لكونه علامة له، ليعلم انه هدى. فإن ضل رده واجده وإن اختلط بغير تميز.
[ (٤٠) ] (في صفحة سنامها الأيمن) صفحة السنام هي جانبه. والصفحة مؤنثة، فقوله: الأيمن، بلفظ الذكر، يتأول على انه وصف لمعنى الصفحة، لا للفظها. ويكون المراد بالصفحة الجانب.
فكأنه قال: جانب سنامها الأيمن:
[ (٤١) ] (وسلت الدم) اي اماطه.