للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَأْخُذُهُ الشَّيْطَانُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَا يَدَعُهُ، فَوَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَنَاوَلَهُ، فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُقَدَّمَةِ الرَّحْلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم: «اخْسَأْ عَدُوَّ اللهِ! أَنَا رَسُولُ اللهِ» [قَالَ] : فَأَعَادَ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَاوَلَهَا إِيَّاهُ، فَلَمَّا رَجَعْنَا فَكُنَّا بِذَلِكَ الْمَاءِ عَرَضَتْ لَنَا الْمَرْأَةُ مَعَهَا كَبْشَانِ تَقُودُهُمَا وَالصَّبِيُّ تَحْمِلُهُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! اقْبَلْ مِنِّي هَدِيَّتِي، فو الذي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ عَادَ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: «خُذُوا أَحَدَهُمَا مِنْهَا، وَرُدُّوا الْآخَرَ» .

ثُمَّ سِرْنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ بَيْنَنَا فَجَاءَ جَمَلٌ نَادٌّ، فَلَمَّا كَانَ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ خَرَّ سَاجِدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّهَا النَّاسُ! مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْجَمَلِ» ، فَقَالَ فِتْيَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: هُوَ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ! [قَالَ: فَمَا شَأْنُهُ] [ (٢) ] قَالَ سَنَوْنَا عَلَيْهِ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً، فَلَمَّا كَبِرَتْ سِنُّهُ وَكَانَ عَلَيْهِ شُحَيْمَةٌ وَأَرَدْنَا نَحْرَهُ لِنُقَسِّمَهُ بَيْنَ غِلْمَتِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم تَبِيعُونِيهِ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! هُوَ لَكَ، قَالَ:

«فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ نَحْنُ أَحَقُّ أَنْ نَسْجُدَ لَكَ مِنَ الْبَهَائِمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: «لَا يَنْبَغِي لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ كان النساء لأزواجهن»

[ (٣) ] .


[ (٢) ] ما بين الحاصرتين ليس في (ح) .
[ (٣) ] بهذا الإسناد أخرجه ابو داود في أول كتاب الطهارة مختصرا (١: ١) ، وابن ماجة في: ١ كتاب الطهارة، (٢٢) باب التباعد للبراز في الفضاء، الحديث (٣٣٥) ، ص (١: ١٢١) مختصرا ايضا.
أما مطولا
فقد ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٩: ٧- ٨) ، باختلاف يسير، عن جابر، وقال: «في الصحيح بعضه، ورواه الطبراني والبزار باختصار كثير» .
والخبر يبدو ان به نقصا في آخره في قصة سجود الجمل لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، ذكرها الهيثمي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال:
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَ قَوْمٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ بَعِيرًا لَنَا فطم في حائط فَجَاءَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ تعال فجاء مطأطأ رأسه حتى خطمه وأعطاه أصحابه فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللهِ كَأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّكَ نَبِيٌّ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَيْنَ لابتيها احد إلا يَعْلَمُ أَنِّي نَبِيٌّ إِلَّا كفرة الجن والانس.
رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف.
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ كان له فحلان فاغتلما فأدخلهما حائطا فسد عليهما الباب ثم جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرَادَ أَنْ يدعو له وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم قاعد مع