قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: هُوَ فينا ذو حسب. فقال هرقل: فكذلك الرسل ترسل في أحساب قومها ... ومعناه ان تكون له عصبية وشوكة تمنعه من أذى الكفار، حتى يبلغ رسالة ربه، ويتم مراد الله من إكمال دينه وملته. فأشرف القوم قومه، وأشرف القبائل قبيلته، وأشرف الأفخاذ فخذه صلى الله عليه وسلم. قال الله سبحانه وتعالى: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ [الانعام- ١٢٤] . وعن عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في قوله تعالى: وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ [الشعراء- ٢١٩] ، قال: من صلب نبيّ إلى صلب نبي حتى صرت نبيا. وقال عطاء: «ما زال نبي الله صلى الله عليه وسلّم يتقلّب في أصلاب الأنبياء حتى ولدته أمه» . وروى البخاري في الصحيح، في كتاب المناقب (باب) صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: «بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى كنت من القرن الذي كنت فيه» . وعند ابن سعد، وعند ابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق الكبير (١: ٢٧٨) : عن أنس، قال: قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لقد جاءكم رسول من أنفسكم» بفتح الباء، وقال: «أنا أنفسكم نسبا وصهرا وحسبا ليس في إبائي من لدن آدم سفاح، كلنا نكاح» . وعن ابن عباس، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح» . [ (٤٠٦) ] في (هـ) : «لفظ حبيب بن سعيد» .