ثم قال ابن القيم: (فصل) ومن الرّقي التي ترد العين، ما ذكر عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ التياحيّ: «أنه كان في بعض أسفاره للحج او الغزو، على ناقة فارهة، وكان في الرّفقة رجل عائن قلّما نظر إلى شيء إلا أتلفه. فقيل لأبي عبد الله: احفظ ناقتك من العائن. فقال: ليس له إلى ناقتي سبيل. فأخبر العائن بقوله، فتحيّن غيبة أبي عبد الله: فجاء الى رحله، فنظر الى الناقة، فاضطربت وسقطت. فجاء ابو عبد الله، فأخبر: أن العائن قد عانها، وهي كما ترى فقال: دلوني عليه. فدل، فوقف عليه: وقال باسم الله، حبس حابس، وحجر يابس وشهاب قابس، رددت عين العائن عليه، وعلى أحب الناس إليه، فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ، ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ فخرجت حدقتا العائن، وقامت الناقة لا بأس بها» . [ (٢) ] أخرجه البخاري في: ٧٦- كتاب الطب (باب) النفث في الرقية، فتح الباري (١٠: ١٩٨) . وأخرجه مسلم في: ٣٩- كتاب السلام، (باب) جواز أخذ الأجرة على الرقية، النووي على مسلم (٥: ٤٣٨) . والحديث أخرجه الأربعة (أيضا) في السنن كلهم في الطب.