وقال ابن أبي خيثمة: «ولونه صلى الله عليه وسلم الذي لا شكّ فيه: الأبيض الأزهر المشرب من حمرة وإلى السمرة ما ضحى منه للشمس والريح، وأمّا ما تَحْتَ الثِّيَابِ فَهُوَ الْأَبْيَضُ الأزهر. وتعقّبه بعضهم بأن أنسا لا يخفى عليه أمره حتى يصفه بغير صفته اللازمة له لقربه منه، وَلَمْ يَكُنْ صَلَّى اللهُ عليه وسلم ملازما للشمس. نعم لو وصفه بذلك بعض القادمين ممن صادفه في وقت غيّرته الشمس لأمكن، فالأولى حمل السّمرة في هذه الرواية على الحمرة التي تخالط البياض. وقد وصفه أنس بأنه صلى الله عليه وسلم أزهر اللون ليس بالآدم، وهو حديث أصح من روايات كثيرة. قال الحافظ العراقي: «في قوله: «أسمر اللون» : هذه اللفظة تفرّد بها حميد عن أنس، ورواها غيره بلفظ: «أزهر اللون» ... ثم نظرنا من روى صفة لونه صلّى الله عليه وسلّم غير أنس، فكلهم وصفوه صلّى الله عليه وسلّم بالبياض دون السّمرة وهم خمسة عشر صحابيا» . قاله الصالحي في السيرة الشامية (٢: ١٨- ١٩) ، ثم تابع: قلت: سمّى في كتاب الشمائل منهم: «أبا بكر، وعمر، وعليا، وأبا جحيفة، وابن عمر، وابن عباس، وهند بن أبي هالة، والحسن بن علي، وأبا الطّفيل، ومخرّش الكعبي، وابن مسعود، والبراء بن عازب، وسعد بن أبي وقاص، وعائشة، وأبا هريرة، وذكر أحاديثهم وأسانيدهم ... » . أ. هـ.