(فائدة) : حاصل الأحاديث السابقة: أن شعره صلى الله عليه وسلم كان جمّة وفرة لمّة، فوق الجمّة ودون الوفرة عكسه، فالوفرة- بفتح الواو وإسكان الفاء: ما بلغ شحمة الأذن. واللّمة- بكسر اللام: ما نزل عن شحمة الأذن، والجمّة- بضم الجيم وتشديد الميم- قال الجوهري رحمه الله تعالى: هي مجتمع شعر الرأس وهي أكثر من الوفرة ما نزل عن ذلك إلى المنكبين. هذا قول جمهور أهل اللغة وهو الذي ذكره أصحاب المحكم والنهاية والمشارق وغيرهم. واختلف فيه كلام الجوهري. فذكره على الصواب، في مادة «لمم» فقال: واللّمة- بالكسر: الشعر، المتجاوز شحمة الاذن. فإذا بلغت المنكبين فهي الجمّة. وخالف ذلك في مادة «وفر» فقال: والوفرة إلى شحمة الأذن ثم الجمّة ثم اللّمة. وهي التي ألمّت بالمنكبين انتهى. قال الحافظ أبو الفضل العراقي رحمه الله تعالى: وما قاله في باب الميم هو الصواب وهو الموافق لقول غيره من أهل اللغة: ولا جمع بين رواية: (فوق الجمة، ودون الوفرة) وهي عند الترمذي، والعكس رواية أبي داود وابن ماجة، وهي الموافقة لقول أهل اللغة، إلا على المحمل