وكان إذا جلس النبي مجلسا للتذكير بالله والتحذير من مثل ما أصاب الأمم الخالية من نقمة الله، جلس النضر بعده فحدث قريشا بأخبار ملوك فارس ورستم وإسفنديار، ويقول: أنا أحسن منه حديثا! إنما يأتيكم محمد بأساطير الأولين!. وشهد وقعة «بدر» مع مشركي قريش، فأسره المسلمون، وقتلوه بالأثيل (قرب المدينة) بعد انصرافهم من الوقعة. وهو أبو «قتيلة» صاحبة الأبيات المشهورة التي منها: «ما كان ضرك لو مننت، وربما ... منّ الفتى وهو المغيظ المحنق» رثته بها قبل إسلامها. وفي «الإصابة» و «البيان والتبيين» ما مؤداه، عرضت قتيلة (وسماها الجاحظ: ليلى) للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يطوف بالبيت واستوقفته، وجذبت رداءه حتى انكشف منكبه، وأنشدته أبياتها هذه، فرقّ لها حتى دمعت عيناه، وقال: لو بلغني شعرها قبل أن أقتله لوهبته لها. وفي المؤرخين من يقول إنها أخت النضر. وفي الرواة من يرى أن الشعر مصنوع وأن النضر لم يقتل «صبرا» وإنما أصابته جراحة، فامتنع عن الطعام والشراب ما دام في أيدي المسلمين، فمات. [ (٢٤) ] في (هـ) : «وكان ممن» . [ (٢٥) ] السيرة لابن هشام (١: ٣١٩- ٣٢٠) ط. كتاب التحرير. بتحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد.