قال البلاذريّ رحمه الله: كان هو وأصحابه يتغامزون بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأصحابه ويقولون: قد جاءكم ملوك الأرض ومن يغلب على كنوز كسرى وقيصر ثم يمكّون ويصفّرون. وكلّم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بكلام شقّ عليه فدعا عليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يعمى الله بصره ويثكله ولده فخرج يستقبل ابنه وقد قدم من الشام. فلما كان ببعض الطريق جلس في ظل شجرة فجعل جبريل صلّى الله عليه وآله وسلّم يضرب وجهه وعينيه بورقة من ورقها خضراء وبشوك من شوكها حتى عمى فجعل يستغيث بغلامه. فقال له غلامه: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا غير نفسك ويقال إن جبريل صلّى الله عليه وآله وسلّم أومأ إلى عينيه فعمى فشغل عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. ولما كان يوم بدر قتل ابنه زمعة بن الأسود، قتله أبو دجانة ويقال قتله ثابت بن الجذع، قتل ابنه عقيل أيضا، قتله حمزة ابن عبد المطلب، وعلي رضي الله عنهما اشتركا فيه. وقيل قتله عليّ وحده رضي الله عنه. [ (١٩) ] الحارث بن قيس السهمي وهو ابن العنطلة ينسب الى أمه، وكان يأخذ حجرا يعبده فإذا رأى أحسن منه تركه وأخذ الأحسن. وفيه نزلت: «أرأيت من اتخذ إلهه هواه» أي مهويّه قدّم المفعول الثاني لأنه أهم وجمله «من» مفعول أول لأرأيت. «أفأنت تكون عليه وكيلا» حافظا تحفظه من اتباع هواه لا. وكان يقول: لقد عزّ محمد نفسه وأصحابه أن وعدهم أن يحيوا بعد الموت، والله ما يهلكنا إلا الدهر ومرور الأيام والأحداث. فأكل حوتا مملوحا فلم يزل يشرب عليه الماء حتى انقدّ بطنه، ويقال إنه أصابته الذبحة. وقال بعضهم: امتخض رأسه قيحا. قلت: القول الأول رواه عبد الرزاق وابن جرير وغيرهما عن قتادة ومقسم مولى ابن عباس. [ (٢٠) ] العاصي بن وائل السّهمي. قال البلاذري: ركب حمارا له ويقال بغلة بيضاء فلما نزل شعبا من تلك الشعاب وهو يريد الطائف ربض به الحمار أو البغلة على شبرقة فأصابت رجله شوكة منها فانتفخت. حتى صارت كعنق البعير ومات. ويقال إنه لما ربض به حماره أو بغله لدغ فمات مكانه قلت: القول الأول رواه البلاذري والقول الثاني رواه أبو نعيم بسند ضعيف عن ابن عباس. وروى الشيخان وابن إسحاق عن خبّاب بن الأرتّ قال: كنت قينا. أي حدّادا- في الجاهلية فعملت للعاصي بن وائل سيوفا- وفي رواية سيفا- فجئته أتقاضاه فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلّى الله عليه وآله وسلّم. للعاصي بن وائل سيوفا- وفي رواية سيفا- فجئته أتقاضاه فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلّى الله عليه وآله وسلّم. فقلت: لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث قال: وإني لميت ثم مبعوث؟! قلت: بلى. قال: دعني أموت وأبعث فنؤتي مالا وولدا فأعطيك هنا لك حقك وو الله لا تكون أنت وصاحبك يا خبّاب آثر عند الله مني ولا أعظم حظا فأنزل الله تعالى فيه «أفرأيت الذي كفر بآياتنا» العاصي بن وائل وقال لخباب ابن الأرت القائل له: تبعث بعد الموت والمطالب له بمال: «لأوتينّ» على تقدير البعث «مالا وولدا» فأقضيك. قال تعالى: «أطّلع الغيب» أي أعلمه وأن يوتى ما قاله، واستغنى بهمزة