للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[لقمان - ١١] "١. وعرف - رحمه الله - لفظ الخلق بقوله: "الخلق هو إبداع الكائنات من العدم "٢، وقال: "والخلق يجمع معنى الإبداع ومعنى التقدير"٣.

وقال - رحمه الله -: "ولفظ الخلق المذكور في القرآن يتضمن معنيين، كلاهما يناقض قولهم٤؛ يتضمن الإبداع والإنشاء المعروف، ويتضمن التقدير"٥. وقال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:"إن الخلق هو الإيجاد"٦.

وقال الإمام ابن تيمية مبيناً قيام صفات الفعل في ذات الله: "وإذا كان الخلق فعله والمخلوق مفعوله، وقد خلق الخلق بمشيئته، دل على أن الخلق فعل يحصل بمشيئته، ويمتنع قيامه بغيره، فدل على أن أفعاله قائمة بذاته، مع كونها حاصلة بمشيئته وقدرته"٧.

وشرح الإمام ابن القيم قوله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة - ٢١] بقوله: "ثم قال: الذي خلقكم، فنبه بهذا أيضاً على وجوب عبادته وحده، وهو كونه أخرجهم من العدم إلى الوجود، وأنشأهم، واخترعهم وحده بلا شريك"٨.

ويتبين مما سبق أن الخلق - كما ذكرت سابقاً - صفة فعلية، قائمة بذات الله - تعالى -، متعلقة بقدرته ومشيئته، وتعني إبداع الكائنات وإنشاءها من العدم، وفق تقدير الله - تعالى - لها.


١ - بيان تلبيس الجهمية ١/٥٤٦.
٢ - مجموع الفتاوى ٦/٣٥٧.
٣ - الصفدية ١/٢٤٠.
٤ - أي يناقض قول الفلاسفة.
٥ - بغية المرتاد ص٤٢، وانظر: الصواعق المرسلة٤/١٣٦١، شرح الطحاوية ١/١٢٤.
٦ - شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد العثيمين ١/٢٢.
٧ - مجموع الفتاوى ٦/٢٣٠.
٨ - بدائع الفوائد ٤/١٣٢.

<<  <   >  >>