للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلمية، أو الشيوعية، يقوم على إلغاء الملكية الفردية إلغاءً كاملاً، وتطبيق القاعدة "من كل حسب طاقته، ولكل حسب حاجته"١٠

- المادية الجدلية:

الجدلية، أو "الديالكتيك"، مأخوذة من الكلمة اليونانية "دياليغو"، ومعناها المجادلة والمناظرة. ثم صارت مصطلحاً علمياً عند فلاسفة الإغريق، يدل على حركة التغير والتطور الملاحظة في أشياء هذا الكون، وكأن عناصر الكون تتجادل فيما بينها في حركة دائمة٢.

ويضيف الفيلسوف الألماني هيجل على ذلك تصوراً خاصاً لهذه الحركة الدائمة في الكون، حتى ظن هذا التصور قانوناً ثابتاً، تخضع له العمليات المنطقية الفكرية، وعمليات الكون، وحركة التاريخ الإنساني، لكنه اعتبر هذا القانون نظاماً للقوة الغيبية، المهيمنة على الكون والمتصرفة فيه.

أما التصور الذي رآه هيجل فهو أن الحركة الجدلية تكون في المطلق تصوره، وهو الذات الكلية التي تنتظم كل شيء، وكل الأشياء إنما هي تطور ونمو جدلي لهذه الذات الكلية، وأن حركة التغير تكون وفق دورات لولبية صاعدة، كل دورة على ثلاث مراحل، هي الوضع الأول، ثم انقلابه إلى نقيضه، ثم مركب الوضع ونقيضه بعد توحدهما بسقوط التناقض بينهما، وارتفاعهما بهذا التوحد إلى ما هو أسمى من الوضع ونقيضه.

وهكذا دواليك تتكرر حركة الجدلية، فيكون في الأشياء كلها تطور. وهيجل من فئة المثاليين الذين يؤمنون بالغيبي المجرد من الحسيات، لا من فئة الماديين، إلا أن كارل ماركس حذف من جدلية هيجل نظرتها المثالية المرتبطة بالله، وأضاف إليها نظرته المادية ليصبح مذهبه الفلسفي "المادية الجدلية"٣.


١ - انظر: كواشف زيوف في المذاهب الفكرية المعاصرة ص٤٣٩ - ٤٤٠، مذاهب فكرية معاصرة ص٢٦٠، المعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا ص١/٧١٥، الموسوعة الفلسفية للدكتور عبد المنعم الحفني ص٢٦٩، المعجم الفلسفي إعداد مجمع اللغة العربية ص١٠٤.
٢ - انظر: كواشف زيوف في المذاهب الفكرية المعاصرة ص٥٤٠ - ٥٤١، الموسوعة الفلسفية للدكتور عبد المنعم الحفني ص١٥٣ - ١٥٤.
٣ - انظر: كواشف زيوف في المذاهب الفكرية المعاصرة ص٥٤٠ - ٥٤٥، بتصرف، الموسوعة الفلسفية للدكتور عبد المنعم الحفني ص١٥٣ - ١٥٤، المعجم الفلسفي، مجمع اللغة ص١٦٤.

<<  <   >  >>