يَنْبَغِي أَن نفعله نَحْوهَا أما أَنا فَأكْثر خجلا مِنْهُ بِأَلف مرّة أما الْمَرْأَة فَكَانَت تَقول لَيْسَ ثمَّة نعْمَة أحسن عِنْدِي من رُؤْيَة مولَايَ ومولاتي اللَّذين جعل الله عز وَجل رِزْقِي عَلَيْهِمَا إِنَّنِي لن أتردد فِي طلب أَي شَيْء إِذا مَا احتجت إِلَيْهِ وراحت تعلف الْخُيُول جيدا لتسمينها واعطت سرا مَا كَانَ لَدَيْهَا من ذهب وجواهر ومفروشات وألبسة تَاجِرًا كَانَ يتَرَدَّد بَين غزنين وسمرقند فِي تِجَارَة لَهُ ثمَّ أرْسلت خَمْسَة خيالة على خَمْسَة جِيَاد اصيلة باتجاه طَرِيق بَلخ وترمذ وَقَالَت لَهُم أُرِيد من كل وَاحِد مِنْكُم أَن يتَوَقَّف بجواده فِي منزل من منَازِل الطَّرِيق إِلَى أَن أصل إِلَيْهِ ثمَّ مَضَت إِلَى الخاتون وَقد كَانَ الخاقان يجلس مَعهَا فَبعد أَن أطرتهما وأثنت عَلَيْهِمَا مَعًا قَالَت جِئْت الْيَوْم فِي حَاجَة لَا أَدْرِي أأقولها وأطلبها أم لَا قَالَت الخاتون يَا لَهُ من عجب هَذَا الَّذِي أسمعهُ مِنْك كَانَ يَنْبَغِي أَن نَكُون قد قضينا لَك مائَة حَاجَة إِلَى الْيَوْم انْطِقِي بحاجتك قَالَت الْمَرْأَة تعلمان أنني لَا أملك فِي الدِّينَا سوى ابْن هُوَ محط امالي انني لمهتمة بتربيته جدا فقد ختم الْقُرْآن ووكلته إِلَى مؤدب أحسن تأديبه وتعليمه إِذْ قَرَأَ عَلَيْهِ كتبا ورسائل بِالْعَرَبِيَّةِ والفارسية واملي كَبِير فِي أَن يتاح لَهُ حَظّ حسن فِي عهد مولَايَ ومولاتي لَيْسَ ثمَّة وَثِيقَة على وَجه الْمَعْمُور بعد كتاب الله تَعَالَى وَحَدِيث رَسُوله الأكرم أعظم من عهد أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى الْمُلُوك لِأَن كَاتب عهود أَمِير الْمُؤمنِينَ أفضل من جَمِيع الْكتاب وألفاظ العهود ومعانيها أحسن الْكَلَام وأعذبه أَلا يتفضل مولَايَ ومولاتي إِن يريَا ذَلِك عَليّ بالرسالة الَّتِي تعرف عهد أَمِير الْمُؤمنِينَ مُدَّة ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة أَيَّام لِيَقْرَأهَا ابْني على مؤدبه بضع مَرَّات انه لكثير جدا أَن يتَعَلَّم مِنْهَا خَمْسَة أَلْفَاظ فَهِيَ كفيلة بَان تمنحه ببركاتها السَّعَادَة وَحسن الْحَظ فَقَالَا لَهَا أَي حَاجَة هَذِه الَّتِي تريدين منا لم تطلبي مَدِينَة أَو نَاحيَة لنهبك إِيَّاهَا إِنَّك لم تطلبي فِي خلال هَذِه الْمدَّة شَيْئا وتجيئين الان لتطلبي شَيْئا ملقى كخمسين مثله فِي خزانتنا وَقد تراكم عَلَيْهِ الْغُبَار وَالتُّرَاب مَا قيمَة قِطْعَة من الْوَرق إِن تريدي نمنحك الرسائل كلهَا قَالَت الْمَرْأَة بحسبي الرسَالَة الَّتِي أرسلها الْخَلِيفَة وَأمر الخاقان والخاتون أحد الخدم أَن يصحبها إِلَى الخزانة ويعطيها أَيَّة رِسَالَة تُرِيدُ
وَذَهَبت الْمَرْأَة إِلَى الخزانة فَأخذت عهد الْخَلِيفَة وَمَضَت بِهِ إِلَى منزلهَا وَفِي الْيَوْم التَّالِي أمرت بِأَن تسرج الْخُيُول وَتحمل البغال وأعلنت انني مَاضِيَة إِلَى الْقرْيَة كَذَا لشراء أَمْلَاك وسأبقى هُنَاكَ أسبوعا وَاحِدًا وغادرت توا وَنزلت بِتِلْكَ الْقرْيَة وَكَانَت الْمَرْأَة قد حصلت من قبل على وَثِيقَة مَفْتُوحَة فِيهَا يجب احترام هَذِه الْمَرْأَة وَمن مَعهَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute