للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد بوب البخاري في صحيحه - باب الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته - وأورد أحاديث فيها: منها حديث ابن عباس رضي الله عنهما: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " أعوذ بعزتك" وحديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يبقى رجل بين الجنة والنار؛ فيقول: يارب اصرف وجهي عن النار لا وعزتك لا أسألك غيرها" (١).

ففي الأحاديث السابقة وأمثالها جواز الحلف بصفات الله تعالى كالعزة ونحوها من القدرة والجلال والكبرياء والعظمة.

[ثانيا: حكم الحلف بغير الله]

الحلف بغير الله غير جائز، قد ورد المنع منه وأنه شرك، ففي سنن أبي داود من حديث ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من حلف بغير الله فقد أشرك" (٢).

وفي رواية الترمذي: "فقد كفر أو أشرك " (٣).

قال الحافظ ابن حجر: "والتعبير بقوله فقد كفر أو أشرك للمبالغة في الزجر والتغليظ في ذلك" (٤). وقال ابن عبدالبر: "أجمع العلماء على أن اليمين بغير الله مكروهة منهي عنها لا يجوز لأحد الحلف بها" (٥).

_ وهذا النوع من الشرك: يسمى شرك الألفاظ وهو من الشرك الأصغر كالحلف بالآباء والكعبة والأمانة .... إلخ.

والحكمة من النهي عن الحلف بغير الله" أن الحلف بالشيء يقتضي تعظيمه، والعظمة في الحقيقة إنما هي لله وحده، فلا يضاهي به غيره" (٦).

"ولأن من حلف بغير الله فقد عظم غير الله تعظيماً يشبه تعظيم الرب تبارك وتعالى، ولهذا سمي شركاً لكونه أشرك غير الله مع الله تعالى في تعظيمه بالقسم به. . . " (٧)


(١) فتح الباري (١١/ ٦٦٤).
(٢) عون المعبود شرح سنن أبي داوود (٦/ ١٥٥)، برقم (٣٢٤٩) , وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي برقم (١٥٩٠).
(٣) تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي (٤/ ٤٧٩)، رقم (١٥٣٥) وصححه الألباني في الإرواء برقم (٢٥٦١).
(٤) فتح الباري (١١/ ٦٤٧، ٦٨٤).
(٥) فتح الباري (١١/ ٦٤٧، ٦٨٤).
(٦) فتح الباري (١١/ ٦٤٧، ٦٨٤).
(٧) المغني (١٣/ ٢٢٢، ٢٢٣).

<<  <   >  >>