الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله الطاهرين وأصحابه الراشدين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد:
فإن من أعظم القُرب وأجل الطاعات التفقه في الدين، ولذا ندب الله تعالى إليه في كتابه الكريم فقال:{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَآفَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} ومدح النبي صلى الله عليه وسلم المتفقهين في الدين وبين أن الله أراد بهم خيراً حين ندبهم صوب هذه الغاية الشريفة، فقال صلى الله عليه وسلم:«من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين» متفق عليه.
وبهذا يتبين فضل التفقه في الدين على سائر العلوم، وإن من الفقه في الدين تبصير الناس بأمور دينهم وتحذيرهم من مضلات الهوى ومنزلقات الإغواء ,والأخذ بأيديهم إلى جادة الحق والصواب.
وما من باب من أبواب الفقه إلا وتجد أن للناس فيه شيئاً من المخالفات الشرعية ومن هذا ما يخص الأيمان فإن الناظر إلى حال البعض اليوم يجد أنهم قد حادوا عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب وذلك بحلفهم بغير أسماء الله تعالى وصفاته بصيغ وألفاظ متعددة منذ عهد قديم وهذا الكتاب على حجمه الصغير عالجت فيه موضوعات مهمة في باب الأيمان وما يتعلق بها من أحكام وما يلحق بها من مخالفات استهان بها الناس كالحلف بالحرام ,والحلف بالطلاق ,والحلف باليمين الزبيرية الذي ما زال البعض يحلف بها ويعتقدها إلى