للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الرابع: صور من تهاون الناس بالأيمان]

[١ - كثرة الحلف في البيع والشراء]

وقد وردت العديد من النصوص في النهي عن ذلك مِنها: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أربعة يبغضهم الله تعالى البيَّاع الحلَاّف، والفقير المختال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر" (١).

وقوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي ذر _ رضي الله تعالى عنه _: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة لا يزكيهم، ولهم عذابٌ أليم- فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات- فقلت خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال: "المُسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب" (٢).

وقوله عليه الصلاة والسلام: "ثلاثةٌ لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذابٌ أليم، أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلَاّ بيمينه ولا يبيع إلَاّ بيمينه" (٣).

- والأشيمط: من الشمط وهو الشيب (٤).

وقد وصَّى النبي - صلى الله عليه وسلم -: التجار بالصدقة؛ لما يحضر البيع من حلف وكذب فقال: يا معشر التجار إن هذا البيع يحضره الحلف والكذب فشوبوا بيعكم بالصدقة" (٥).

ويدخل تحت هذه الصورة: -

[أـ الحلف أن هذه السلعة بكذا وكذا وليست كذلك]

لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم، ولهم عذابٌ أليم، رجلٌ على فضل ماء بفلاة يمنعه ابن السبيل، ورجلٌ بايع رجلاً سلعته بعد العصر فحلف بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه فأخذها وهو على غير ذلك، ورجلٌ بايع إماماً لا يبايعه إلا للدنيا فإن أعطاه فيها ما يريد وفى له وإن لم يعطه لم يف" (٦).


(١) شعب الإيمان للبيهقي (٤/ ٢٢٠) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (٨٨٠).
(٢) صحيح مسلم بشرح النووي (١/ ٧١) برقم (٣٠٦).
(٣) معجم الطبراني الصغير (٢/ ٨٢ ـ ٨٣) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (٣٠٧٢).
(٤) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (٢/ ٥٠١).
(٥) سنن النسائي (٧/ ١٤) وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة برقم (٢١٤٥).
(٦) البخاري (١/ ٣٥٩٨) برقم (٧٢١٢) ومسلم (١/ ١٠٣) برقم (١٠٨).

<<  <   >  >>