للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وطنه". ولم تؤبنه جمعية العلوم ببرلين التي صارت أكاديمية برلين فيما بعد, وكان هو مؤسسها ورئيسها الأول " ١٧٠٠ " ولم تؤبنه الجمعية الملكية بلندن، وكانت ناقمة عليه مناقشته نيوتن؛ وانفردت بتأبينه أكاديمية العلوم بباريس بلسان كاتبها الدائم فونتنل ١ في خطاب مشهور " ١٧١٧ ".

د- لم يتم بعد إحصاء كتبه ورسائله إلى علماء عصره لوفرتها وتفرقها, والمطبوع منها لا يذكر إلى جانب المخطوط. ولكن يمكن أن يقال: إن الكتب المطبوعة هي الأهم لأنها المتأخرة التامة، وإن الكتب السابقة عبارة عن محاولات. وكان معظم كتابته بالفرنسية واللاتينية؛ لأن الألمانية لم تكن شائعة في أوروبا. وأهم ما يهم الفلسفة الكتب الآتية: "تأملات في المعرفة والحقيقة والمعاني" " ١٦٨٤ "؛ و"مقال فيما بعد الطبيعة" " ١٦٨٦ " عرض فيه مذهبه لأول مرة؛ و"مذهب جديد في الطبيعة واتصال الجواهر" " ١٦٩٥ " هو عرض ثانٍ للمذهب. ولما ظهر كتاب جون لوك "محاولة في الفهم الإنساني" " ١٦٩٠ " بعث إليه بملاحظات " ١٦٩٦ " عاد إليها وألف كتابًا ضخمًا أسماه "محاولات جديدة في الفهم الإنساني" " ١٧٠١ - ١٧٠٩ " وتعقب فيه بالنقد كتاب لوك فصلا فصلا؛ ولكن لوك كان قد توفي، فرأى ليبنتز أن يحتفظ بكتابه، فلم ينشر إلا بعد وفاته بنصف قرن " ١٧٦٥ ". وكانت تلميذته ملكة بروسيا طلبت إليه أن يرد عل بيل ٢ في العلاقة بين الشر والحرية من جهة وعدالة الله


١ فونتنل " ١٦٥٧ - ١٧٥٧ " أشهر طائفة من المثقفين تجاهلوا ميتافيزيقا ديكارت وأخذوا بعلمه الآلي وقاعدته القائلة: "لا أسلم إلا لما يبدو لي جليا" واستخدموها أداة لنقد الدين، فمهدوا لفلسفة القرن الثامن عشر. له كتاب بعنوان "أحاديث في كثرة العوالم" " ١٦٨٦ " يستدل بنظرية كوبرنك على غرور الإنسان القديم الذي وضع نفسه في مركز الكون، ويذهب إلى أن علمنا نسبي، وكتاب "تاريخ النبوءات" ينكرها جميعًا، ويبرز وجوه شبه بين المسيحية والوثنية تحمل على تطبيق انتقاداتنا للوثنية على المسيحية، ورسالة في "أصل الأساطير" تردها إلى جهل الإنسانية الأولى وتخيلها الخوارق، وترى في هذا التاريخ تاريخ أخطاء العقل الإنساني.
٢ بيير بيل " ١٦٤٧ - ١٧٠٦ " أعجبه من ديكارت إعلانه الحق في التفكير بحرية دون الرجوع لغير المعاني الجلية. جمع معلومات كثيرة استخدمها لبيان بطلان دعوى التوفيق بالعقل بين الآراء الإنسانية، وقال بالشك، ونقد المذاهب، وتشكك في المعجزات وسائر العقائد، ولم ير علاقة ضرورية بين الأخلاق والدين، وأنكر حرية الاختيار، وأشاد بالتسامح الذي هو في الحقيقة عدم المبالاة بالدين، وحشد الاعتراضات المستمدة من وجود الشر في العالم, فأنكر العناية الإلهية. مؤلفه المشهور "المعجم التاريخي النقدي" " ١٦٩٧ " يعد كنانة نقاد الدين في القرن الثامن عشر والتاسع عشر.

<<  <   >  >>