وأبروقلوس وبعض رجال الفيثاغورية الجديدة دراسة دقيقة لأول مرة. وهناك أيضًا حرر كتاب "السيفرون أو الفيلسوف الصغير" يتابع فيه حملته على "أحرار الفكر" ونشره حال رجوعه إلى إنجلترا؛ والكتاب بمثابة المقالة الثالثة من كتاب المبادئ. وأعاد طبع كتبه السابقة، وبهذه المناسبة رد على الانتقادات في "دفاع عن نظرية الرؤية وشرح لها"" ١٧٣٣ " وفي "التحليل"" ١٧٣٤ " وهو خطاب موجه إلى رياضي ملحد, وفيه نقد لمبادئ الرياضيات من الوجهة الاسمية.
د- وفي ١٧٣٤ عين أسقفًا على كلوين بأيرلندا الجنوبية حيث كانت الغالبية من الكاثوليك، فأبدى نحوهم كثيرًا من التسامح، بل أبدى كثيرًا من العطف على ما كانوا فيه من بؤس، فأنشأ جمعيات خيرية ومدارس، وفكر في "مصرف وطني أيرلندي" ونشر رسالة في هذا الموضوع " ١٧٣٧ " وعني بالإصلاح الأخلاقي ودون فيه رسائل. ومنيت أيرلندا بمجاعة عقبها وباء سنة ١٧٤٠، فجرب في علاجه دواء كان عرفه من هنود رود أيلاند، هو ماء القطران، فحصل على نتائج باهرة. فظن أنه وفق إلى الدواء الكلي، وشرع في وضع كتابه الأخير "سيريس" أي: سلسلة باليونانية, وهو يفسر هذا العنوان بقوله:"سيريس" أي: سلسلة الاعتبارات والبحوث الفلسفية في مفاعيل ماء القطران، وفي موضوعات أخرى متنوعة مترابطة متولد بعضها من بعض " ١٧٤٤ " وهذا الكتاب مرآة لدراسته للأفلاطونية والفيثاغورية في رود أيلاند. وفي ١٧٥١ فقد ابنًا له وجزع جزعًا شديدًا وكانت صحته آخذة في الاعتلال، فعول على الاعتزال بمدينة أكسفورد، وبعد بضعة أشهر من حلوله بها أصيب بشلل كلي أودى به.
٢٢ - الاسمية:
أ- مبدأ المذهب الحسي أن المعرفة الحقة هي المقصورة على ما يبدو للشعور بأعراض محسوسة، وأن ما لا يبدو محسوسًا وهم محض. ولكن الفلاسفة الحسيين تفاوتوا في تطبيق هذا المبدأ، وكان باركلي أكثر دقة من لوك في هذا التطبيق. سلم لوك بأن الاسم يثير في النفس معنًى مؤلفًا من الخصائص المشتركة بين أفراد النوع أو الجنس الواحد، فقال باركلي: "لست أدري إن كان لغيري تلك القوة العجيبة، قوة تجريد المعاني. أما أنا فأجد أن لي قوة تخيل