للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كتاب شفتسبري "محاولة في الاستحقاق والفضيلة" " ١٧٤٥ ". ونشر "خواطر فلسفية" أعرب فيها عن آراء مخالفة للدين، فحبس بسببها ستة أشهر " ١٧٤٩ ". ونشر كتبًا أخرى تدرج فيها من المذهب الطبيعي القائل بوجود الله والمنكر للعناية الإلهية، إلى الأحادية المادية الزاعمة أن المادة حية بذاتها، وأن الأحياء تتطور ابتداء من خلية تحدثها المادة الحية بحيث "تحدث الأعضاء الحاجات، وتحدث الحاجات الأعضاء". وهو ينقل هذه النظرية القديمة نقلًا، ولا يدعمها بحجج علمية جديدة.

ب- وفي ١٧٤٦ طلب إليه مدير إحدى المكتبات أن يترجم "موسوعة في الفنون والعلوم" كانت ظهرت بإنجلترا سنة ١٧٢٨ ولقيت إقبالًا شديدًا، فرأى هو أن يصدر موسوعة على غرارها، وأشرك معه صديقه العالم الرياضي دالاميير " ١٧١٧ - ١٧٨٣ " عضو أكاديمية العلوم، فألفيا حولهما طائفة من المعاونين، أدباء وعلماء وفلاسفة، من بينهم فولتير وروسو، وأخرجوا المجلد الأول سنة ١٧٥١ مفتتحًا بمقدمة من قلم دالاميير في أصل العلوم وتصنيفها، وعدم فائدة المذاهب الميتافيزيقية والدينية، فكان هذا المجلد الأول مثارًا لحملات عنيفة من جانب المتدينين، فآثر دالاميير الراحة والسلامة وترك شريكه، فثبت ديدرو على رأس المشروع يخرج مجلداته فيتجدد حول كل مجلد النقاش الشديد، حتى اكتمل عددها سبعة عشر " ١٧٧٢ ". فكانت هذه الموسوعة بؤرة الزندقة والإلحاد، نشر فيها ديدرو مقالات عديدة حملت إلى القراء أفكارًا كثيرة في جميع العلوم، ولكنها أفكار فطيرة خلع عليها بأسلوبه شيئًا من القوة الظاهرة.

٨٣ - دي لامتري " ١٧٠٩ - ١٧٥١ ":

مادي مذكور. نشر أصول مذهبه في كتاب أسماه "التاريخ الطبيعي للنفس" " ١٧٤٥ " وتوسع في شرح هذه الأصول في كتاب عنوانه "الإنسان آلة" " ١٧٤٨ " فكان للكتابين دوي كبير. وعنوان الثاني يدل على أن صاحبه يستعين بديكارت الفيزيقي على ديكارت الميتافيزيقي. فقد زعم ديكارت في كتاب الانفعالات أن جميع الأعضاء يمكن أن تتحرك بموضوعات

<<  <   >  >>