وكل نصيبه فيها براعة العرض والتمثيل. وهو يجمع إلى هذا أشياء من سبينوزا وأخرى من هجل، فيتصور الله مجرد قانون, "القانون السرمدي" الذي تنتهي عنده سائر القوانين الجزئية؛ ولا يعتقد بخير أو شر بالذات، فلا يعنى بنتائج هذا الموقف في الحياة العلمية. وهو الذي عناه بول بورجي في قصته "التلميذ" يذيع آراء ثم يندهش لما تؤدي إليه من فواجع.
ب- يعارض كوزان في طريقة التخير، ويقول بوحدة الوجود على طريقة هجل. فمن الوجهة الأولى يذكر أن مصادر المعرفة ثلاثة: المخيلة والوجدان والعقل. المخيلة تتصور الوجود كله على مثال المحسوسات فتؤدي إلى المادية, والوجدان يحملنا على تصور الوجود قوة روحية على مثال ما نعهده في أنفسنا. والعقل يدفعنا إلى أن نرى في الوجود نموًا ضروريًّا لقوة لامتناهية بموجب مبادئ ضرورية على مثال مذهب سبينوزا. فالمواقف الأصلية متعارضة لا يمكن التوفيق بينها ولا اختيار أحدها. ومن الوجهة الثانية يقول: إن الاختيار يتعين بين الموجود والمثل الأعلى, ذلك أن كل موجود فهو متناهٍ كالموجودات التي تمثلها المخيلة؛ أما الكمال اللامتناهي فمثل أعلى غير متحقق وغير ممكن التحقيق بتمامه لتنافي اللانهاية والوجود، ولكن المثل الأعلى يضفي على الموجود معناه ويعين اتجاهه. فالله غير متحقق ولكنه يتحقق شيئًا فشيئًا بتحقيق المثل الأعلى "كما جاء عند هجل ورنان". وقد رد "كارو""وهو من نفس المدرسة" على فاشرو ورنان وتين في كتاب بعنوان "فكرة الله"" ١٨٦٤ ".
١٧٨ - جول سيمون " ١٨١٤ - ١٨٩٦ ":
أ- هو روحي عقلي. صنف كتابًا في "تاريخ مدرسة الإسكندرية"" ١٨٤٥ " وكتبًا فلسفية أهمها: "الدين الطبيعي"" ١٨٥٦ "، و"حرية الضمير"" ١٨٥٧ "؛ و"الحرية"" ١٨٥٩ "؛ و"الواجب".