للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قدرة خالقة يشهد ببطلان القول بأن الشخصية نتيجة تطور بطيء, وإن في المنهج التاريخي الذي يعتبر كل ما يحدث كأنه الممكن الوحيد. وعلى ذلك ينتهي رنوفيي إلى التصورية المطلقة، ولكنه لا يبين أساس القوانين الطبيعية, ولا كيف يتحقق نظام الغائية بالقوانين الطبيعية، ولا أصل النظام الغائي؛ ولم ير أن فكرة الإله المتناهي هي الفكرة المتناقضة من حيث إن المتناهي لا يمكن أن يكون مبدأ أول, وإن التناهي في العدد غير التناهي في الوجود.

هـ- وأما نسبية المعرفة التي هي الركن الثالث من أركان مذهبه فلازمة من كوننا لا ندرك سوى تصوراتنا وعلاقاتها. والعلاقات الأساسية هي المقولات ولا تستنبط المقولات استنباطا قياسيا أو بالتركيب الأولي كما حاول ذلك كنط، بل تستخلص من تحليل التجربة، وهذه إحدى النقط التي يفترق فيها رنوفيي عن أستاذه الكبير، فإنه يقول: "لقد طلب كنط المستحيل إذ أراد أن يبرهن على أن مقولاته هي المقولات الحقة, وأن ليس هناك أكثر ولا أقل من التي يوردها, أما أنا فقد نهجت منهجًا تجريبيًّا، ولا أدري كيف أستطيع أن أفعل غير ذلك فليسأل القارئ نفسه إن كان هذا الجدول مرضيًا مستنفدًا كل مضمون التصور وهذا كل ما له عليّ". والمقولات تؤلف نظامًا من المعاني مرتبة، وهذا النظام عبارة عن فلسفة، وها هو ذا:

هذه المقولات ترجع كلها إلى مقولة الإضافة للأسباب التي تحتم القول بالنسبية. وإن مبدأ النسبية ناشئ من طبيعة شعورنا، فإن الشعور نفسه

<<  <   >  >>