كل حس "وهو الحد الذي يدعى بالعتبة" ووضع بناء على ذلك جدولين للزيادات: أحدهما للمؤثرات والآخر للإحساسات؛ ولما كانت زيادة المؤثرات مقيسة تبعًا لنسبة مطردة كما تقدم، اعتقد أنه يكفي أن نفترض أن كل زيادة مدركة في الإحساس تمثل "وحدة هي هي دائمًا" فنحصل على سلسلتين متزايدتين يمكن المقارنة بينهما مقارنة رياضية، ووضع هذا القانون:"حين يزداد التأثير بنسبة هندسية يزداد الإحساس بنسبة حسابية فقط" أو "أن الإحساس يعادل لوغارتم التأثير". ولكن ليس بصحيح أن "جميع الزيادات المدركة للإحساسات متساوية الكم" أو أن للإحساس في ذاته مقدارًا يقاس مباشرة, فإن الإحساس في ذاته فعل حيوي وكيفية نلاحظ تغيراتها ولا نستطيع تقديرها تقديرًا رياضيًّا. أجل, إن السلسلتين متضامنتان، وقانون فيبر صحيح، ولكن القانون الرياضي الذي وضعه فخنر شيء آخر ولا يمكن قبوله. وقد أثارت أبحاث فخنر اهتمامًا بالغًا ومناقشات حادة وحركة واسعة للتجارب في ميدان علم النفس.
١٩٢ - فوندت " ١٨٣٢ - ١٩٢٠ ":
أ- تلميذ العالم الطبيعي والفسيولوجي هلمولتز " ١٨٢١ - ١٨٩٤ " الذي عني بدراسة الإحساسات من الوجهة الفسيولوجية. وهو يصدر أيضًا عن هربارت وفخنر فيرى أن دراسة الظواهر النفسية لا تصير علمية إلا بالاختبار المصحوب بالمقاس للحصول على قوانين مضبوطة. ونشر كتابًا في "مبادئ علم النفس الفسيولوجي"" ١٨٧٤ " وعين في السنة التالية أستاذا بجامعة ليبزج، وأنشأ بها أول معمل للاختبارات النفسية " ١٨٩٧ " فكان هذا حدثا مهما جذب إليه طلابا كثيرين من جميع البلدان. وقد دافع عن قانون فخنر واعتقد مثله أن الظواهر الشعورية تقاس حقا بوساطة آثارها. ولكنه وسع مجال الاختبار, فجاوز علم النفس الفيزيقي أو قياس الإحساسات بوساطة المؤثرات الخارجية، إلى علم النفس الفسيولوجي أو قياس جميع الظواهر النفسية بوساطة مقابلاتها الفسيولوجية.
ب- وقد عرض للفلسفة وفروعها ودوّن فيها الكتب ناهجًا المنهج الوجداني الذي يحكم على الأشياء تبعًا للشعور. والفلسفة عنده "محاولة تفسير الظواهر التجريبية وتوحيدها". والظاهرة التجريبية هي الظاهرة الشعورية التي هي وحدة