يتألف من المادية التاريخية والجدلية على طريقة هجل، ومن الشيوعية الإلحادية التي هي نتيجتها.
ج- المادية التاريخية الجدلية مبدؤها أن المادة هي كل الموجود, وأن مظاهر الوجود على اختلافها نتيجة تطور متصل للقوى المادية. غير أن ماركس قليل العناية بدراسة المراتب العليا، وهو يوجه همه إلى دراسة التاريخ الإنساني, ومن هنا جاء وصف مذهبه بالمادية التاريخية. فعنده أن نمو الحياة الإنسانية، فردية واجتماعية, يتوقف كله على الظروف المادية والاقتصادية، وأن درجة الحضارة تقاس بدرجة الثروة الزراعية والصناعية, وأن نوع الإنتاج في الحياة المادية شرط تطور الحياة الاجتماعية والسياسية والعقلية على العموم. فليس وجدان الناس هو الذي يعين وجودهم، وإنما هو وجودهم الاجتماعي الذي يعين وجدانهم. والحياة الاقتصادية تحقق قانون الصيرورة بأوقاته الثلاثة التي هي القضية ونقيضها والمركب منهما, وهذه هي المادية الجدلية، ومظهرها الاجتماعي الراهن "تنازع الطبقات" ويعرض ماركس الدليل على هذه النظرية بدراسة الحياة الاقتصادية على ما كانت في أيامه.
د- ويمكن تلخيص كتابه "رأس المال" في أربع قضايا: القضية الأولى: أن القيمة الحقة لكل سلعة تعادل كمية العمل المتحقق فيها، بحيث يعتبر العامل المصدر الوحيد لهذه القيمة؛ ومن ثمة المالك الوحيد للسلعة. وتقدر هذه القيمة بالزمن المخصص للإنتاج مع مراعاة المتوسط تفاديًا للاختلاف بين عامل وآخر، أي: مع افتراض عامل متوسط المهارة وظروف عادية. القضية الثانية: أن النظام الرأسمالي يحرم العامل جزءًا من قيمة عمله, وهذا الجزء هو الزيادة في قيمة السلعة وهو ربح صاحب المال, وهذا الربح يتكدس فيكون رأس المال. فرأس المال "سرقة متصلة وافتئات على العمل"، وهو أداة سيطرة صاحب العمل علي العامل. فإن الأول لا يدفع إلى الثاني قيمة عمله وإنما يدفع إليه ما يسد رمقه, بل أقل من ذلك إذا رضي العامل تبعًا لقانون العرض والطلب. القضية الثالثة: أن من شأن الصناعة الآلية متى استخدمها الطمع المطلق من كل قيد أن تزيد التعارض عنفًا بين رأس المال والعمل، فإن كبار الماليين يتغلبون على الضعاف من منافسيهم ويؤلفون شركات قوية تستغل المال إلى أبعد حد, وينتهي الماليون المتواضعون وأهل