أ- هو واحد من فريق من العلماء يتابعون نقد زنوفي وبوفرو للمعرفة العلمية. وله في هذا النقد كتب مشهورة هي:"العلم والفرض"" ١٩٠٢ " و"قيمة العلم"" ١٩٠٥ " و"العلم والمنهج"" ١٩٠٩ " و"خواطر أخيرة" نشرت بعد وفاته " ١٩١٣ ".
ب- وهو يذهب إلى أن ليس للنظريات العلمية ما يدعيه لها المذهب الواقعي من قيمة مطلقة، ففي تطبيقها، ولا سيما على الظواهر المستقبلة، يوجد دائمًا إمكان للتغير، ويوجد أحيانًا كثيرة ضرب من عدم المطابقة قد يسمح بتصور تفسير آخر، فالنظرية العلمية قائمة دائمًا على قدر من الفرض، وما النظريات التي يقال: إنها "حقيقية" إلا "أنفع" النظريات أي: التي تبسط للعالم عمله وتعطيه أجمل صورة من الكون. ذلك بأن النظريات رموز مجردة يركبها العقل للتعبير عن العلاقات المشاهدة بين الظواهر، حتى إن نظريتين متعارضتين يمكن أن تكونا كلتاهما أداة نافعة للبحث، ويمكن أن تكون إحداهما أنفع من الأخرى. فبالنسبة إلى إدراكنا للأشياء نجد أن المكان الأقليدي ذا الأبعاد الثلاثة أنفع من الأمكنة المفترضة في الهندسات اللاأقليدية وليس له غير هذه الميزة, ونظرية كوبرنك مجرد فرض وهي لا تمتاز على نظرية بطليموس إلا بأنها أبسط وأنفع. وقد قلنا " ١٩٩ ي": إن السبب في هذا الموقف هو أن العلماء صاغوا نظرياتهم في شكل رياضي, ولاحظنا أن هذه الصياغة كانت ممكنة في علم الطبيعة فقط لبساطة المادة, وكثرة الإمكانيات في تنوع الحركة، ولكنها غير ممكنة في علم الحياة وعلم النفس حيث يعود العقل إلى تحري خصائص الأشياء وإقامة نظريات "حقيقية".
٢١١ - بيير دوهيم " ١٨٦١ - ١٩١٦ ":
أ- يلتقي مع بوانكاري في القول بنسبية العلم الحديث، وقد فصل رأيه وأورد عليه الأمثلة والشواهد في كتاب معروف عنوانه "النظرية الفيزيقية، موضوعها وتركيبها"" ١٩٠٦ ". وفي كتاب آخر اسمه "نظام العالم, تاريخ المذاهب الكونية من أفلاطون إلى كوبرنك""في خمسة مجلدات ١٩١٣ - ١٩١٧ " عرض هذه