للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الداع إِذا دَعانِ [البقرة: ١٨٦]. ثم قال وليسا لقالون عن الغرّ سبلا يعني أن الباء في هاتين الكلمتين لقالون عن الغر أي عن الأئمة الغرّ المشهورين وسبلا أي طرقا وفي هذا الكلام إشارة إلى أن إثباتهما ورد عن قالون ولم يأخذ بذلك الأئمة الغر لأنه لم

يصح عندهم عنه سوى حذفهما والاعتماد عليه، وقد تلخص من ذلك أن ورشا وأبا عمرو يثبتان في الوصل دون الوقف على أصليهما وأن قالون يحذفهما في الوقف وله فيهما في الوصل وجهان الحذف والإثبات. فإن قلت ما الذي دل على هذا التقدير. قلت تقييد النفي بالمشهورين إذ لو أراد مطلق النفي لقال وليسا منقولين عنه وأمسك، بل الإثبات منقول عن رواة دونهم في الشهرة ولم يتعرض له في التيسير قطعا بالحذف والباقون بحذفهما في الحالين ولا يتزن البيت إلا بإثبات الياء الأولى والرواية إثبات الثانية.

نذيري لورش ثمّ تردين ترجمو ... ن فاعتزلون ستّة نذري جلا

وعيدي ثلاث ينقذون يكذّبو ... ن قال نكيري أربع عنه وصلا

أخبر أن جميع ما في هذين البيتين من الكلم أثبت فيهن الياء ورش وحده في الوصل دون الوقف على أصله وحذفها الباقون في الحالين وهي فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ [الملك: ١٧]، وإِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ [الصافات: ٥٦]، وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ [الدخان:

٢٠٠]، وفيها وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ [الدخان: ٢٠٠]، فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ [القمر: ١٨]، في ستة مواضع، وبإبراهيم ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ [إبراهيم:

١٤] وبقاف فَحَقَّ وَعِيدِ، وفيها مَنْ يَخافُ وَعِيدِ وفي يس وَلا يُنْقِذُونِ [يس: ٢٣]، وبالقصص أَنْ يُكَذِّبُونِ [القصص: ٣٤]، قال سنشدّ. وقيده بقال ليخرج يُكَذِّبُونِ وَيَضِيقُ صَدْرِي [الشعراء: ١٢]، فإنها محذوفة في الحالين ونكير أربع كلمات فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ [الملك: ١٨]، فكأين من بالحج قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ [سبأ: ٤٦]، ونكير ألم تر أن الله بفاطر

ونكير أو لم يروا إلى الطير بالملك فهذه تسع عشرة زائدة. وقوله عنه أي عن ورش وصلا أي نقل المذكور عنه وترجمون في البيت الأول بلا ياء والرواية إثبات البواقي وإن أمكن حذف البعض وفي البيت الثاني الوسطاني بلا ياء والرواية إثبات الطرفين.

فبشّر عباد افتح وقف ساكنا يدا ... وو اتّبعوني حجّ في الزّخرف العلا

أمر للمشار إليه بالياء في قوله يدا وهو السوسي بفتح الياء في الوصل في قوله تعالى:

(فبشر عبادي) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ [الزمر: ١٧]، وإسكانها في الوقف ولا خلاف بين الباقين في حذفها في الحالين اتباعا للرسم ولذلك عدها الناظم في الزوائد ووقع في نقل هذه الكلمة اختلاف كثير وأشار الناظم بقوله وقف ساكنا يدا إلى ترك الجدال أي النقل كذا فلا ترده بقياس وقف ساكنا يدا، وذلك أن المتكلم في إبطال الشيء أو إثباته قد يحرك يده في تضاعيف كلامه. وقوله واتبعوني، أخبر أن المشار إليه بالحاء في قوله حج وهو أبو عمرو أثبت الياء في الوصل في قوله تعالى: (واتبعوني هذا صراط) [الزخرف: ٦١]، وحذفها الباقون في الحالين وقيدها بالزخرف ليخرج المتفق على إثباتها نحو فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [آل عمران: ٣١]، والمحذوفة المتقدمة وتكفي الواو قيدا لكنه خفي وقوله العلا ليس برمز

لأن الناظم لا يفصل بين الرمز إلا بلفظ الخلف فامتنع العلا أن يكون رمزا لانفصاله عن حج بلفظ غير الخلف.

وفي الكهف تسألني عن الكلّ ياؤه ... على رسمه والحذف بالخلف مثّلا

أخبر أن الياء في قوله تعالى فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ [الكهف: ٧٠]، ثابتة عن كل القراء في الحالين اتباعا

<<  <   >  >>