للرسم ثم قال والحذف إلى آخره. أخبر أن المشار إليه بالميم في قوله مثلا هو ابن ذكوان روي عنه حذفها بخلاف عنه فله إثباتها في الحالين كالجماعة وله حذفها فيهما، فإن قيل من أين يفهم أن إثبات الكل في الحالين، وهلا جرى على قاعدة الباب؟ قيل هي زائدة على عدة الياءات المقرر لها تلك القاعدة فهي مطلقة والعموم هو المفهوم من الإطلاق بخلاف التي بهود فإنها من العدة وهي محذوفة رسما وهذه ثابتة فيه، وعلم أن الحذف في الحالين لأنه المقابل للإثبات العام.
وفي نرتعي خلف زكا وجميعهم ... بالإثبات تحت النّمل يهديني تلا
أخبر أن المشار إليه بالزاي من زكا وهو قنبل اختلف عنه في قوله تعالى:(أرسله معنا غدا نرتع ونلعب)[يوسف: ١٢]، فروي عنه إثبات الياء بعد العين في الحالين، وروي عنه حذفها فيهما والباقون يحذفونها في الحالين وسيأتي الخلاف فيه في سورته وقوله وجميعهم إلى آخره. أخبر أن جميع القراء تلا أي قرأ أن يهديني سواء السبيل بإثبات الياء في الحالين لثبوتها في الرسم في القصص وهي التي عبر عنها بقوله تحت النمل:
فهذي أصول القوم حال اطّرادها ... أجابت بعون الله فانتظمت حلا
لما تم الكلام في الأبواب المسماة أصولا أشار إليها بما للحاضر أي هذه الأصول قد تمت في أبوابها والقوم هم القراء أي هذه أصول القراء السبعة من الطرق التي ذكرتها أجابت مطردة لما دعوتها أي انقادت لنظمي طائعة بإذن الله تعالى فانتظمت مشبهة حلا والحلى جمع حلية والمطرد هو المستمر الجاري في أشباه ذلك الشيء وكل باب من أبواب الأصول لم يخل من حكم كلي مستمر في كل ما تحقق فيه شرط ذلك الحكم. والله أعلم.
أي أرجو عون الله أيضا لتسهيل نظم الحروف المنفردة غير المطردة أي حروف القراء السبعة وهو ما يأتي ذكره في الفرش من الحروف المختلف فيها نفائس أعلاق أي قلائد نفائس وعطلا جمع عاطل يقال جيد عاطل للعنق الذي لا حلى فيه. وتنفيسه أن تجعله ذا نفاسة، أشار إلى أن هذه الحروف المنظومة إذا قرأها من ليس له بها علم صار بها ذا شرف ونفاسة كالجيد العاطل إذا حلى بالأعلاق أي بالقلائد النفيسة صار ذا نفاسة بتحليه بعلمها وتزينه بفوائدها بعد أن لم يكن كذلك.
سأمضي على شرطي وبالله أكتفي ... وما خاب ذو جدّ إذا هو حسبلا
نص على أن اصطلاحه في الفرش كما هو في الأصول أي سأستمر على ما التزمته في أول القصيد من شرط القراءة والترجمة والرمز والقيود وأكتفي بالله معينا ثم قال وما خاب ذو جدّ أي صاحب جد وهو ضد الهزل وهو بكسر الجيم وبالفتح: العظمة وإذا قال المحق في شيء حسبي الله فإنه لا يخسر بل يظفر بأمنيته وهو قد حسبل بقوله: وبالله أكتفي فحصل له مراده إلى أن تمّ إنشاده، يقال حسبل إذا قال حسبي الله، وقد ذكرنا ما يسر الله تعالى من الوصول في الكلام على الأصول، والحمد لله وحده وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.