السَّلَمَ [النحل: ٨٧]. ثم أخبر أن المشار إليهم بالفاء والنون وبحق المتوسط بينهما من قوله في حق نهشلا وهم حمزة وابن كثير وأبو عمرو وعاصم قرءوا لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ [النساء: ٥]، برفع الراء فتعين للباقين القراءة بنصبها. ونهشل اسم: قبيلة.
ونؤتيه باليا في حماه وضمّ يد ... خلون وفتح الضّمّ حقّ صرى حلا
وفي مريم والطّول الأوّل عنهم ... وفي الثّان دم صفوا وفي فاطر حلا
أخبر أن المشار إليهما بالفاء والحاء في قوله في حماه وهما حمزة وأبو عمرو قرآ و (من يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف يؤتيه)[النساء: ١١٤] بالياء تحت فتعين للباقين القراءة بالنون. فإن قلت في السورة موضعان من لفظ يؤتيه فمن أين يعلم من القصيد أن هذا الذي بعد لا خير في كثير من نجواهم هو المراد بقوله. قلت لما تكلم عليه بعد غير أولي فتأخذ الذي بعده وهو ما ذكر والحرف الذي قبله لا خلاف في قراءته بالنون وهو ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما والهاء
في حماه عائدة على الياء، ثم أخبر أن المشار إليهم بحق وبالصاد في قوله حق صرى وهم ابن كثير وأبو عمرو وشعبة قرءوا فأولئك يدخلون الجنة هنا وفَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً [مريم:
٦٠]، وفَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ [غافر: ٤٠]، أول موضعي الطول أي سورة غافر بضم الياء وفتح ضم الخاء فتعين للباقين القراءة بفتح الياء وضم الخاء. وقوله وفي الثان إلى آخره، أخبر أن المشار إليهما بالدال والصاد من قوله دم صفوا وهما ابن كثير وشعبة قرآ سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ [غافر: ٦٠] بضم الياء وفتح الخاء وهو الثاني بغافر وأن المشار إليه بالحاء من حلا وهو أبو عمرو قرأ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها [فاطر: ٣٣] بضم الياء وفتح ضم الخاء فتعين لمن لم يذكره في الترجمتين القراءة بفتح الياء وضم الخاء على ما قيد لهم في البيت السابق وعلمت التراجم الثلاثة من عطفها على الأول
واتفقوا على فتح الياء وضم الخاء في جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها [الرعد: ٢٣]، [النحل:
٣١]، والضمير في عنهم يعود إلى مدلول حق صرى. والصرى: الماء المجتمع المستنقع والرواية بكسر الصاد ويجوز فتحها. وحلا أي عذب. وقوله في البيت الثاني حلا من قولهم حلى زوجته أي ألبسها الحلى فهو من التجنيس، لا من الإيطاء.