للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والرَّغْم: الذلُّ والهو أن، وأصله: لصوقُ الأنف إلى الرَّغام وهو التراب.

﴿وَسَعَةً﴾ في الرزق وإظهارِ الدين.

﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ قوله: ﴿إِلَى اللَّهِ﴾ ذُكر تمهيدًا لذكر الهجرة إلى رسول الله ؛ تعظيمًا له، وتنبيهًا على قَصْد اختصاصه بالله تعالى.

﴿ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ﴾ وقرئ: (يدركُه) بالرفع على أنه خبرُ محذوفٍ؛ أي: ثم هو يدركُه، وبالنصب على إضمار (أنْ) (١)، والجمهورُ على أن هذا في الواو والفاء في غير جوابِ (٢) الأشياء الثمانية ضرورةً فكيف في (ثم)؟.

﴿فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ فقد ثبت وتحقَّق بموجب وعدِه، قال ابن عباس : لمَّا نزل آية الوعيد بعث رسول الله بها إلى مسلِمي مكة، فقال جندب بن ضمرة لبنيه: احملوني احملوني (٣) فإني لستُ من المستضعفين، وإني لأهتدي (٤) الطريق، وكان شيخًا كبيرًا، فحمله بنوه على سرير متوجِّهًا إلى المدينة، فمات بالتنعيم، فبلغ الأصحاب موته فقالوا: لو لحق بنا لأتمَّ الله أجره، فأنزل الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا﴾ وأَعلم أنه لا يخيب مَن الْتَمَس رضاه (٥).


(١) انظر القراءتين في "المحتسب" (١/ ١٩٥)، و"الكشاف" (١/ ٥٥٧).
(٢) "جواب" من (م).
(٣) "احملوني" الثانية ليست في "ك"، ولم ترد في "الكشاف" (١/ ٥٥٧)، وعنه نقل المؤلف.
(٤) في النسخ: "لا أهتدي"، والمثبت من "الكشاف" (١/ ٥٥٧) وغيره.
(٥) رواه أبو يعلى في "مسنده" (٢٦٧٩)، والطبري في "تفسيره" (٧/ ٣٩٨)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ١٠٥٠ و ١٠٥١)، والطبراني في "الكبير" (١١٧٠٩). وعندهم: (ضمرة بن جندب). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٠): رجاله ثقات.