للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سُوْرَةُ الكَهْفِ

(١) - ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا﴾.

﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ﴾ في ترتيب استحقاق الحمد على إنزال القرآن تنبيهٌ على عظمِ شأنه مِن بينِ النِّعم الجِسام، وذلك بهدايته إلى ما فيه كمالُ العباد، ودعوتهِ إلى ما به انتظامُ صلاح المعاش والفلاح في المعاد.

﴿وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا﴾ مِنْ تتمَّة الصِّلة على أنَّه عطف بيان، إذ المعنى: أنزل على عبده الكتاب الكامل في بابه.

قال ابن السِّكيت؛ كلُّ ما ينتصبُ كالحائط والعُود يقال فيه: عَوَج بالفتح، والعِوَج بالكسر: ما كان في أرضٍ أو دِينٍ أو معاشٍ (١).

وما قيل: إنه بالكسر في المعاني، مردود (٢) بقوله تعالى: ﴿لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا﴾ [طه: ١٠٧].

وتنكيره لتعميم النَّفي أنواعَ الانحراف عن سَنَن الاستقامة، من جهة الاختلال في التَّركيب، والاختلاف في النظم، والتنافي في المعنى.

* * *


(١) انظر: "إصلاح المنطق" لابن السكيت (ص: ١٢٥).
(٢) في هامش (م): "رد لصاحب الكشاف والقاضي".