للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سُورَةُ الأَنبيَاءِ

(١) - ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ﴾.

﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ﴾؛ أي: دنا وقتُ إظهار ما للعبد وما عليه ليُجازَى بهما.

والحسابُ: إخراجُ الكميَّة من مبلغ العِدَّةِ.

والاقترابُ بالنِّسبة إلى ما مضى، لا عند الله تعالى؛ إذ لا نسبة للكائنات بالقرب والبعد إليه تعالى، أو لأنَّ مبدأه الموت، أو هو كنايةٌ عن ظهور بعض أماراته، ويناسبه:

﴿وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ﴾ تنكيرُها للتعظيم؛ أي: وهم مستقرُّون في غفلة عظيمة لا يُعرف كُنْهُها، وهذا من قَبيل نسبة فعل الأكثر إلى الكلِّ، فلا ينافي كونَ تعريف (النَّاس) للجنس، كما في قوله: ﴿وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ﴾ الآية [مريم: ٦٦].

واللَّام صلة لـ ﴿اقْتَرَبَ﴾، أو تأكيدٌ لإضافة (الحساب) إليهم، كما في قولهم: لا أبا لك، والأصل: اقترب حساب النَّاس، ثمَّ: اقترب للنَّاس الحساب، ثمَّ: اقترب للنَّاس حسابهم، ونحوُه في التَّأكيد تكرير الظَّرف، كقولهم: فيك زيد راغب فيك.