للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سُوْرَةُ العَنْكَبُوتِ

(١) - ﴿الم﴾.

﴿الم﴾ مَرَّ فيه ذِكْرُ الأقاويلِ (١)، وسبَقَ التَّفصيل، وهنا دليلُ الاستقلال بنفسِه أو بما يُضمر معه، وهو وقوع الاستفهام بعده.

* * *

(٢) - ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾.

﴿أَحَسِبَ النَّاسُ﴾: قوَّةُ أحدِ النَّقيضَيْن على الآخر، كالظَّنِّ، ولا يصحُّ تعليقُهما بمعاني المفردات ولكن بمضامين الجمل، فإذا أردْتَ الإخبار عن مضمونٍ ثابتٍ عندَك على وجهِ الظَّنِّ لا اليقين أدخلت على شرطَي الجملة فعلَ الحسبان حتى يتمَّ (٢) غرضُك.

والكلامُ الدَّال على المضمون الذي يقتضيه الحسبان هنا: ﴿أَنْ يُتْرَكُوا﴾ فإنَّه سدَّ مَسَدَّ المفعولَيْن، كما في قوله: ﴿أَنْ يَسْبِقُونَا﴾ [العنكبوت: ٤]، ونظائره؛ لأنَّ المعنى: أَحَسِبَ النَّاسُ أنفسَهم متروكين.


(١) في (ف): "أقاويل".
(٢) في (ف): "حتى يقع".