للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٢) ﴿قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا﴾.

﴿قَيِّمًا﴾ على الكتب السَّابقة بالتَّغيير (١) والتَّقرير، أو بمصالح العباد، فيكون وصفًا له بالتَّكميل بعد وصفه بالكمال.

وقيل: المراد إثبات الاستقامة والاعتدال. فاتَّجه عليه السُّؤال عن فائدة الجمع بينه وبين العوج؛ فإن المفهوم من أحدهما عَيْنُ ما فُهم من الآخر.

وأجيب: بأنَّ فائدته التَّأكيد، فربَّ مستقيمٍ مشهودٍ له بالاستقامة لا يخلو عن أدنى عوج عند السَّبر والتفحُّص (٢).

ويَرِدُ عليه (٣) - بعد الإغماض عن أنَّ ما ذكر فيما شهد له العباد -: أنَّ ذلك إنما يصحِّح ذكرَ النَّفي عقيب الإثبات دون العكس، وبعدَ اللُّتَيَّا والتي أنَّ التَّأسيس خيرٌ من التَّأكيد، والإفادة أولى من الإعادة.

وانتصابه على الحال من ﴿الْكِتَابَ﴾، لا من الضمير في ﴿لَهُ﴾ (٤)؛ لِمَا فيه من الرَّكاكة التي يجب تنزيه كلام (٥) اللّه تعالى عنها.


(١) في (م): "في التغيير".
(٢) في (م): "السبر والتفصح"، وفي (ف): "السير والفحص"، وفي "الكشاف" (٢/ ٧٠٢): (السبر والتصفح).
(٣) في هامش (م): "رد لصاحب الكشاف".
(٤) في هامش (م): "رد العلامة البيضاوي".
(٥) "كلام" من (م).