للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الحسين بن الفضل: يعني: لم يذلَّ فيحتاجَ إلى وليٍّ وناصرٍ، فيجيرَه من الذُّلِّ بعزَّته وكبريائه (١).

وهذا قول حسن يعضده قوله:

﴿وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ التكبير أبلغ لفظةٍ للقرب في معنى التَّعظيم والإجلال، وإنَّما أكِّدَ بالمصدر تحقيقًا له، وإبلاغًا في معناه.

ولَمَّا كان اتِّخاذ الوليِّ قد يكون للانتصار والاعتزاز به والاحتماءِ من الذُّلِّ، وقد يكون بالتَّفضُّل والرَّحمة لمن والى (٢) من عباده الصَّالحين، كانَ النَّفيُ لمن ينتصر به من أجل المذلَّة، أو كان مورد الولاية يحتمل هذين الوجهَيْن، فنفى الجهةَ التي لأجْل النقص (٣)، بخلافِ الولد والشَّريك فإنهما نُفيا على الإطلاق لعدم احتمالهما الوجهَين في شأنه تعالى.

وإنَّما رتَّب الحمد على وصفه بنفي الولد والشَّريك (٤) والذُّل؛ لأنَّ مَن هذا وصفه هو الذي يقدر على إيلاء كلِّ نعمة، فهو الذي يستحق كلَّ الحمد.

وهذه السُّورة الكريمة ابتدأت بتنزيه اللّه تعالى واختُتمت به.

* * *


(١) انظر: "تفسير القرطبي" (١٣/ ١٩٤).
(٢) في (ف): "ولي".
(٣) في (م): "النقض".
(٤) من قوله: "بخلاف الولد … " إلى هنا من (م).