للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وجوٍّ ز أن يكون مبتدأً والخبر قوله: ﴿فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ﴾ وفيه ضعفٌ؛ لنبوِّ المعنى عنه، ولزيادة الفاء في غير محلها؛ لأن هذا الموصول غير ظاهرِ الشَّبه باسم الشرط.

﴿قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ﴾ مظاهرين لكم فأسهِموا لنا في الغنيمة.

﴿وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ﴾ و من الحرب فإنها سِجَال، وإنما سمَّى غلبةَ المؤمنين فتحًا، وغلبةَ الكفار (١) نصيبًا؛ تعظيمًا لشأن المسلمين (٢)، وتخسيسًا لحظِّ الكافرين؛ لأنَّ ظفَر أهل الإسلام أمر عظيم تُفتح له أبواب السماء، وينزل النصر على أوليائه، وأما غلبةُ الكفار فما هي إلا حظٌّ دنيءٌ كنار الوَقَح (٣).

﴿قَالُوا﴾ الكفرة: ﴿أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ﴾: ألم نغلِبكم ونتمكَّنْ من قتلكم وأسركم فأبقينا عليكم، والاستحواذ: الاستيلاء، وهذا (٤) جاء بالواو على أصله؛ كما جاء استَرْوَح واستَصْوَب (٥).

﴿وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ بأن خذلناهم بتخييل ما ضعفت به قلوبهم، وتوانينا في مظاهرتهم، فأَشرِكونا فيما أَصبتم.

﴿فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ يعني: أن ما في حقِّهم من الإمهال في الدنيا


(١) في (ك): "الكافرين".
(٢) في (م): "المؤمنين".
(٣) لعله يريد التشبيه بما ينقدح من وقع الحافر الصلب، من وَقِحَ الحافر وقَحًا: صلب. انظر: "القاموس" (مادة: وقح).
(٤) في (م): "ولهذا".
(٥) في هامش (ف): "قال أبو زيد: هذا الباب كله يجوز أن يتكلم به على الأصل، وهو قياس مطرد عندهم. من الصحاح. منه".