للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ﴾ أُمِرَ أوَّلًا بأن يخبرهم بأنه لا يوافقهم في الشهادة، ولا يَلزم من ذلك إفراد الله تعالى بالألوهية، فأُمِرَ به ثانيًا، ثم أُمِرَ (١) ثالثًا بأن يخبرهم بالتَّبري من إشراكهم، وهو التأكيد لمَا قبله.

* * *

(٢٠) - ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾.

﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ﴾ يعني: اليهودُ والنَّصارى يعرفون رسولَ الله (٢) بحِلْيته ونعته الثابت في الكتابَيْن معرفةً حقَّةً.

﴿كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ﴾ بِحُلَاهم.

﴿الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ من المشركين وأهل الكتاب بتضييعهم ما يُكتسَب (٣) به الإيمان من النور الفطري.

﴿فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ قد مرَّ وجه السَّببية المستفادة من الفاء، على أنه لا يلزمها السَّببية، بل يكفي أن يكون ما بعدها لازمًا لما قبلها، كما في قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ﴾ [الجمعة: ٨].

* * *

(٢١) - ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾.


(١) في (م) و (ك) زيادة: "به" والصواب المثبت.
(٢) في (م) و (ك): "النبي".
(٣) في (ف) و (ح): "يكتب".