للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾: من شدائدهما، استُعِيْرَت الظُّلمة للشِّدَّة للمشاركة بينها وبين معنى الظُّلمة في الهول وإبطال الأبصار، فقيل لليوم الشديد: يومٌ مظلِم، ومن جملة تلك الشدائد الخسفُ في البر، والغرقُ في البحر.

﴿تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ مظهرين بلسان (١) الضراعة وهي شدَّةُ الفقر والحاجة إلى الشيء، ومسرِّين الطلب على وجه الإخلاص بالقلب.

أو: إظهاراً وإسراراً.

وقرئ: (خِفْية) بالكسر (٢).

﴿لئن أنجيتنا﴾ وقرئ: ﴿أَنْجَانَا﴾ (٣)؛ ليوافق قوله تعالى: ﴿تَدْعُونَهُ﴾.

﴿مِنْ هَذِهِ﴾ إشارة إلى الظُّلمات.

﴿لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ جواب القسم المحذوف، ولا حاجة إلى تقدير القول؛ لدلالة ﴿تَدْعُونَهُ﴾ عليه.

* * *

(٦٤) - ﴿قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ﴾.

﴿قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا﴾ قرئ بالتشديد والتخفيف (٤).

﴿وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ﴾ عبارة ﴿كُلِّ﴾ للمبالغة في التَّكثير المناسِبة للمقام (٥)، فإنَّ كلَّ نَفْسٍ عند كُلِّ نَفَسٍ في مَعرض الآفات التي لا تعدُّ ولا تحصى، والله تعالى ينجيها


(١) في (ح) و (ف) و (ك): "باللسان".
(٢) وهي قراءة أبي بكر. انظر: "التيسير" (ص: ١٠٣).
(٣) هي قراءة الكوفيين: حمزة والكسائي وعاصم. انظر: "التيسير" (ص: ١٠٣).
(٤) الكوفيون وهشام عن ابن عامر قرؤوا مشدداً والباقي مخففاً. انظر: "التيسير" (ص: ١٠٣).
(٥) في (م): "لمناسبة المقام".