للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٥٧) - ﴿أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ﴾.

﴿أَوْ تَقُولُوا﴾ عطف على الأوَّل: ﴿لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى﴾: أرشدَ وأسرع اهتداء ﴿مِنْهُمْ﴾ لحدَّة (١) أذهاننا وثَقابة أفهامنا، ولهذا تلقَّفنا فنونًا من العلم كالتَّواريخ والأشعار والخطب على أنَّا أمّيُّون.

﴿فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ﴾: حجَّة واضحة تعرفونها. تبكيتٌ لهم وإلزام (٢) الحجَّة، وفيه إيجاز بحذف الشرط إشعارًا بتصديقهم في دعوى الذَّكاء وحدَّة الذهن، وأنَّ مَنْ يدَّعي ذلك فليتنبَّهْ بمثل هذه النُكتة، وليدرك البيِّنة، وبعثًا (٣) لأفهامهم، وتهييجًا وإيذانًا بأنَّ الأهمَّ هو الجزاءُ لا الشرط، والمعنى؛ إنْ صدَقتم في الدَّعوى فقد جاء أوان إظهار صدقه.

﴿وَهُدًى وَرَحْمَةٌ﴾ كالذي أنزل على مَنْ قبلكم.

﴿فَمَنْ أَظْلَمُ﴾؛ أي: لنفسه وغيره، وقد مرَّ في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١١٤] تحقيق هذا النوع من الاستفهام.

﴿مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ﴾ بعدما عرف صحَّتها، وتمكَّن من معرفتها.


(١) في (ح) و (ف): "بحدة".
(٢) في (م): "وإلزامهم".
(٣) في (ح) و (ف): "وبعث"، ولعله الصواب؛ لأنَّه معطوف على المرفوع وهو "تبكيت"، لكن وقع العطف عليها في النسخ كلها بالنصب في: "وتهييجًا وإيذانًا"، ولعل النصب في جميعها سهو.