للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا﴾ كالمحتضَر إذا صار الأمرُ عِياناً، والإيمانُ المقبول برهانيًّا كان أو تقليديًّا ما يكون بالغيب.

﴿لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ﴾ صفة ﴿نَفْسًا ﴿مِنْ قَبْلُ﴾ متعلِّق بالمعطوفين (١).

﴿أَوْ كَسَبَتْ﴾ عطف على ﴿آمَنَتْ ﴿فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ أُريدَ بالإيمان: المعرفة، يرشدك إلى هذا قراءة: (لا تَنفعُ) بالتاء (٢)، وبكسب الخير: الإذعان والقَبول.

ونحن معاشرَ أهل السُّنَّة نقول بما هو مُوجَب النَّص: مِنْ أنَّ الإيمان النَّافع مجموعُ الأمرين، فلا حجَّة (٣) فيه للمخالف؛ لأن مبناها على حمل الإيمان على المعنى الاصطلاحي المُخترَع بعد نزول القرآن، وتخصيصِ الخير بما (٤) يكون بالجوارح، وكلٌّ منهما خلاف الأصل والظَّاهر، ولو سُلِّم فنقول: الإيمان النَّافع لا بُدَّ فيه من أمرين؛ الاعتقاد بالقلب، والإقرار باللِّسان، وقد عبَّرَ عن الأول بقوله: ﴿آمَنَتْ﴾، وعن الثاني بقوله: ﴿أَوْ كَسَبَتْ﴾؛ فإن الكسب يكون بالآلات البدنية ومنها اللسان، فمنطوق (٥) الآية على وفق مذهبنا، والله أعلم.

﴿قُلِ انْتَظِرُوا﴾؛ أي: انتظروا إتيان أحد هذه الثلاثة ﴿إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾ له (٦)، وعيدٌ لهم، ووعدٌ لنا.


(١) في هامش (ف): "كـ: لا محالة، في قول صاحب "المفتاح": للكذب لا محالة أو للتهمة، قال الشارح: إنما فصل بقوله: لا محالة، بين المعطوفين إشعارًا بتعلقه بهما. منه ".
(٢) نسبت لابن عمر وابن سيرين. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٤٢).
(٣) في (ف): "حاجة".
(٤) في (م): "مما".
(٥) في (ف): "فنطق".
(٦) "له "من (م) و (ك).