للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فَتَكُونَا﴾: فتَصيرا، يَحتمِلُ الجزمَ بالعطف، والنصبَ بالجواب.

﴿مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ أتى بصيغة الفاعل لأنَّه أبلغ من: الذي ظَلَم، وأطلقه لينتظِم الظلمُ غيرَه من ذريته.

* * *

(٢٠) - ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ﴾.

﴿فَوَسْوَسَ﴾؛ أي: تكلَّم كلاماً خفيًّا مكرَّرًا.

أصل الوسوسة: الصوتُ الخفيُّ، ومنه: وسواسُ الحليِّ، وهو غير متعدٍّ؛ كـ: وَلْوَلتِ المرأةُ، وعَوْعَوتِ الذئبُ، فلا بد من أداة التعدية، ولهذا قيل:

﴿لَهُمَا الشَّيْطَانُ﴾، والفاء للترتيب على ما تقدم من النهي.

﴿لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا﴾ الإبداءُ: الإظهار، والمواراةُ: السَّتر، والسَّوْءةُ: العورة، مجازٌ لأنَّه يَسوءُ صاحبَها ظهورُها، وكانا لا يريانها من أنفسِهما ولا أحدُهما من الآخَر، واللام للتعليل إن كان اللعين عالماً بذلك وإلا فلامُ العاقبة.

﴿وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ﴾ بيانٌ لوسوسته، والواو للاستئناف.

﴿إِلَّا أَنْ تَكُونَا﴾: إلا كراهةَ أن تكونا ﴿مَلَكَيْنِ﴾ في حصول الكمالات الفطرية، والاستغناءِ عن الأطعمة والأشربة؛ إذ لا احتمال لقلب الحقائق، ولا دلالةَ فيه على فضل الملَك على بني (١) آدم.

﴿أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ﴾ من الذين يخلَّدون في الجنة ولا يموتون (٢).


(١) "بني" ليست في (ك).
(٢) في (م): "يموتون به".