للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا﴾ أخذتهما العقوبةُ بشؤم المعصية، وتساقَطَ (١) عنهما لباسهما وظهرت لهما عوراتهما.

﴿وَطَفِقَا﴾ عطفٌ على مقدَّر؛ أي: فتداركا وأخَذا ﴿يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا﴾؛ أي: على عوراتهما ورقةً فوق ورقةٍ ليَستترا بها؛ كما يُخصف النعل ويُجعل طرفُه فوق طرفه.

والخصَّاف: الذي يَرْقَع النعل، والمِخْصَف: المثقَب الذي يُخصف به النعل (٢).

﴿مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾ قيل: كان ورقَ التين.

﴿وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ﴾ إنما قال: ﴿تِلْكُمَا﴾ لأنَّه خاطب اثنين وأشار (٣) إلى الشجرة.

﴿وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ توبيخٌ من الله تعالى لهما على الاغترار بقول العدوِّ بعد التحذير، وعتابٌ على مخالفة النهي الإرشادي، ولا دلالة فيه على أن مجرد النهي للتحريم.

* * *

(٢٣) - ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.

﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا﴾ بنقصِ حظِّها (٤) من المنحة، وتعريضاً للمحنة.

﴿وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا﴾ إنما لم يقل: فإنْ لم تغفر؛ لأن الحاجة إلى المغفرة والرحمة


(١) في (ك): "تساقط".
(٢) من قوله: "والخصاف الذي .. إلى .. النعل": ليس في (م) و (ك).
(٣) في (ف): "ثم أشار".
(٤) في (م): "حظنا".