للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الآية، وذلك أنَّه لما كان يومُ بدرٍ قُتل أخي عمير وقتلتُ سعيد بن العاص، وأخذت سيفه فأتيت به رسول الله واستوهبتُه منه، فقال: ليس هذا لي ولا لك، فاطرحه في القَبَضِ، فطرحته وبي ما لا يعلمه إلا الله تعالى من قتل أخي وأخذ سَلَبي، فما جاوزت إلا قليلًا حتى نزلَتْ سورةُ الأنفال، فقال لي رسول الله : "سألْتني السَّيفَ وليس لي، بيانه قد صار لي فاذهب (١) فخذه" (٢).

وعلى هذا يكون المعنى: الأنفال للرَّسول، ويكون ذكر الله تمهيدًا؛ لتعظيم شأنه ، والتنبيهِ (٣) على أنه يتصرَّف فيها على ما يرتضيه تعالى، وتقتضيه الحكمة (٤).

﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ في الاختلاف والتَّخاصم، وكونوا متحابِّين متآخين في الله.

﴿وَأَصْلِحُوا﴾ بالمواساة والمساعدة فيما رزقكم الله تعالى وتفضَّلَ به عليكم، وتسليمِ أمرِه إلى اللهِ والرَّسولِ.

﴿ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ ذات البين: هي (٥) الأحوال التي تقع بين النَّاس؛ أي: بينكم من الأحوال، ولمَّا كانت ملابِسةً للبَيْن قيل لها: ذات البين، بالإضافة كقوله: ﴿عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [آل عمران: ١١٩]، أي: مضمَراتها من السرائر.

﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ في تفويض أمركم إليهما والتسليمِ لحكمهما.


(١) "فاذهب" سقط من (ك).
(٢) رواه بنحوه الإمام أحمد في "المسند" (١٥٥٦)، وأصل الحديث رواه مسلم (١٧٤٨).
(٣) في (ف): "وللتنبيه".
(٤) في (م) و (ك): "ويقتضيه الحكم".
(٥) في (ف): "هي من".