للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: لزيادة المؤمَن به، ويلزمه تخصيص الآيات بالتي تُلِيَتْ أوَّلًا.

وقيل: وبالعمل بموجبها على قوِل مَن قال بدخول العمل في الإيمان، ويلزمه تخصيصًا بالتي يتعلق بالأعمال زيادة على التَّخصيص الأوَّل، فتأمَّل.

﴿وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ في تقديم الجار والمجرور على الفعل إشارةٌ إلى أنَّ المؤمنين بالإيمان الكامل حقُّهم أن لا يفوِّضوا أمورَهم إلَّا إليه، ويسلِّموا تسليمًا.

* * *

(٣) - ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾.

﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ قد مرَّ تفسيره في أوائل (١) (سورة البقرة).

* * *

(٤) - ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾.

﴿أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ﴾ قد جمع في الآية بين أعمال القلوب من الخشية والإخلاص والتوكل وبين أعمال الجوارح من الصلاة والزكاة؛ لأنَّ الظاهرَ عنوانُ الباطن، والباطنُ أساسُ الظَّاهر، وكما أن الثلاثة الأُوَل أصولُ الأعمال القلبية وملاكُها، فالأُخريان أصول الأعمال القالبية وعيارُها، فهي مستتبعةٌ لسائرها.

﴿حَقًّا﴾ مصدرٌ مؤكَد لِمَا تقدَّم؛ أي: حَقَّ ذلك حقًّا، أو صفةُ مصدرٍ محذوفٍ؛ أي: إيمانًا حقًّا.


= قول من قال: الإِيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، بناء على أن العمل داخل فيه.
(١) في (م) و (ك): "أول".