للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيُتْبِعونهم أنفسَهم. أو من أردفته: إذا جئْتَ بعدَه؛ أي: متَّبعين بعضَهم بعضًا، أو متَّبعين المؤمنين (١).

وقرئ بفتح الدَّال (٢)، بمعنى: مُتبعين؛ أي: كانوا مقدِّمة الجيش، ومُتْبَعين؛ أي: كانوا ساقَتَهم.

وقرئ: (مردِّفين) بكسر الراء أو فتحها (٣) وتشديد الدَّال (٤)، وأصله: مُرْتَدِفين، بمعنى: مترادفين (٥)، فأدغمت الدال في الفاء، فالتقى ساكنان، فحرِّكت الرَّاء بالكسر على الأصل، أو بالضم على الإتباع.

وقرئ (بآلاف) (٦)، فيوافق ما في (سورة آل عمران).


(١) للزمخشري والبيضاوي وشراحهما كلام كثير في تفسير هذه الكلمة وما فيها من الوجوه، وذلك من خلال التفريق بين معنى (اتَّبع) المشدد ومعنى (أَتْبع) المخفف اللذين يحتملهما (أردف)، وما تحتمله الآية من معاني على كل واحد منهما. انظر ذلك في "حاشية شيخ زاده" (٤/ ٣٦٧)، و"حاشية الشهاب" (٤/ ٢٥٦)، و"حاشية القونوي" (٩/ ٢٤)، وبهامشها "حاشية ابن التمجيد"، وكذلك "روح المعاني" (١٠/ ٣٨ - ٣٩). وملخصه كما قال أبو حيان في "البحر" (١١/ ٢٩): أنَّ اتَّبع مشددًا يتعدى إلى واحد، وأَتْبع مخففًا يتعدى إلى اثنين، وأردف أتى بمعناهما، والمفعول لـ (اتَّبع) محذوف، والمفعولان لـ (أَتْبع) محذوفان، فيقدر ما يصح به المعنى.
(٢) قرأ بها نافع. انظر: "التيسير" (ص: ١١٦).
(٣) في (م): "أو فتحها".
(٤) بكسر الراء مع تشديد الدال. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٤٩)، و"المحتسب" (١/ ٢٧٣). وبفتح الراء مع تشديد الدال. انظر: "إعراب القرآن" للنحاس (٢/ ٩١)، و"المحتسب" (١/ ٦٠). وروي عن الخليل أنها بضم الراء إتباعًا لحركة الميم. انظر: "البحر المحيط" (١١/ ٢٨).
(٥) في (ف): "مرادفين"، و (ك): "مردوفين".
(٦) تحرفت في النسخ وفي مطبوع "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٤٩) إلى: "بالألف"، =