للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فخالفوا مقتضى فطرتهم بالكفر ونقض العهد الأوَّل الفِطري، فانحطُّوا عمَّا جُبِلوا عليه، ثم أصرُّوا على ذلك، ثم نكثوا العهد الظَّاهر، فكانوا شرَّ الدَّواب؛ لكونها على ما جُبلَتْ عليه.

﴿وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ﴾ عاقبةَ الغدر، ولا يبالون بوخامتها في الدُّنيا والآخرة، مِنَ العار والنَّار.

* * *

(٥٧) - ﴿فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾.

﴿فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ﴾ وتظفرون بهم؛ أي (١): تقتلهم شرَّ قِتلة، والثَّقف: الإدراك بسرعة.

﴿فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ﴾؛ أي: فنكِّل هؤلاء تنكيلاً يكون سبباً لشرود مَن وراءهم خوفاً منك. والتَّشريد: التَّفريق على اضطراب.

وقرئ: (فَشَرِّذْ) بالذال المعجمة (٢)، وكأنه مقلوبٌ من: شَذِّر.

وقرئ: (مِنْ خَلْفِهُم) (٣)، والمعنى واحد، فإنه إذا شرَّد مَن وراءهم فقد فعَل التشريد في الوراء.

﴿لَعَلَّهُمْ﴾: لعل المشرَّدين ﴿يَذَّكَّرُونَ﴾: يتَّعظون (٤).

* * *


(١) في (م): "أو".
(٢) نسبت لابن مسعود. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٥٠)، و"المحتسب" (١/ ٢٨٠).
(٣) نسبت لأبي حيوة. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٥٠).
(٤) في (ك): "يتفطنون".