للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَعَذَابٌ أَلِيمٌ﴾؛ أي: عذابٌ (١) يخلصُ وجعُه إلى قلوبهم.

﴿بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ﴾: غيَّرَ النظمَ، ولم يقُلْ: ويجزي الذين كفروا بشرابٍ من حميمٍ وعذابٍ أليمٍ بسبب كُفرِهم كما قالَ: ﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ﴾؛ للمبالغةِ في استحقاقِهم للعقابِ ولصوقِ (٢) العذابِ بهم.

وجعَلَ ثوابَ الإيمان والعملِ الصالحِ غرَضًا دونَ عقابِ الكُفر للتنبيهِ على أن المقصودَ بالذاتِ من الإبداءِ والإعادةِ هو الإثابةُ، وأن اللّه تعالى هو الذي يتولَّى إثابة المؤمنين بما يَليق بلطفِه وكرمِه ولذلك لم يعيِّنهُ، وأما العقابُ فإنه واقع بالعَرَضِ كأنه داءٌ ساقَهُ إلى الكفرةِ سوءُ اعتقادِهم وشؤمُ أعمالِهم.

* * *

(٥) - ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾.

﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً﴾ إن كان ﴿جَعَلَ﴾ بمعنى: (صيَّرَ) يكونُ ﴿ضِيَاءً﴾ مفعولًا ثانيًا، وإن كانَ بمعنى (خَلَق) يكونُ حالًا، والضياء مصدر، أو جمعُ ضوءٍ كسياطٍ وسَوط، والياءُ فيهِ (٣) منقلبةٌ عن الواوِ.

وقرئ بهمزَتين (٤) على القلبِ بتقديم اللامِ على العينِ.


(١) في (ك): "عذابه".
(٢) في (ك): "ولصدق".
(٣) "فيه" سقط من (ك).
(٤) وهي رواية قنبل عن ابن كثير، انظر: "التيسير" (ص: ١٢٠).